أعمال الرسل/ الفصل 7 خطبة شهيد المسيحية الاول الشماس اسطيفانوس

Khoranat alqosh2 فبراير 201490 مشاهدةآخر تحديث :
أعمال الرسل/ الفصل 7 خطبة شهيد المسيحية الاول الشماس اسطيفانوس

قدمت الاخت انتصار غزالا محاضرة دينية بعنوان (خطبة شهيد المسيحية الاول الشماس اسطيفانوس) في كنيسة مار قرداغ في يوم الجمعة المصادف 31\1\2013 وأليكم نص المحاضرة:

مقدمة:
سفر اعمال الرسل هو سفر الروح القدس الذي حل عليهم يوم العنصرة ونشروا الرسل كلمة الله ، واسسوا الكنيسة الاولى لتصبح حضور الله الثالوث وخلاصه في العالم .
كتب سنة 80 م من قبل الانجيلي لوقا الطبيب اليوناني رجل علم وبحث وموثق تاريخ ، كسفر ثاني ومكمل لانجيله ليبين تاريخ الكنيسة الاولى بجوانبها التبشيريي والدفاعية والكنسية التنظيمية والروحية.
خص به جماعات يهودية عاشت في ارض وثنية يونانية بعيدة عن هيكل اورشليم والتقاليد العبادية والتزمت في تطبيق الشريعة بحرفيتها لكن هذه الجماعات آمنت بيسوع المسيح كمخلص.

نبذة عن اسطيفانوس :
عندما بدأوا الرسل بنشر بشارة يسوع في اورشليم كان المؤمنين يتزايدون بكثرة، منهم يهود يونانيين المغتربين ومنهم يهود مقيمين في أورشليم ، هذا الاختلاف في الفكر واللغة ادى الى حدوث مشاحنات بينهما نذكر منها :
1- اختلاف اللغة بين المؤمنين العبرانيين الناطقين بالارامية والعبرية وبين المؤمنين الناطقين باليونانية ،( لغة الصلاة، التعبير عن الايمان باصالة، ترجمة اقوال يسوع ببساطة ).
2- شكاوى ارامل اليونانيين بالتفرقة وعدم مساواتهم في المساعدات كما الارامل العبرانيات
3- تزمت مؤمني اورشليم بالممارسات اليهودية ، قابلها انتقادات مؤمني اليونان هذا التزمت كونهم عاشوا مع الوثنيين ، متأملين من كرازة يسوع ليعطيهم حرية اكثر في الممارسة الدينية اليهودية المتزمتة
بالاضافة الى ان عدد الرسل الاثني عشر لا يكفي للتوفيق بين الصلاة والكرازة الرسولية والتعليم والتبشير وتقديم احتياجات المؤمنين الحياتية ( توزيع الاعانات، خدمة الموائد، توزيع الطعام)، لذا واجه الرسل شكاوى وتذمر من هؤلاء المؤمنين المختلفين.
ولكن بايمان ونعمة الروح القدس ومحبة وخير الجميع ، اجتمعوا الرسل برئاسة بطرس لحل مشكلة اللغة والتفرقة ، فاختاروا سبعة رجال اتقياء من جماعة اليهود اليونانيين ومنحوهم درجة الشماسية المقدسة لخدمة كنيسة اليهود اليونانيين واستفانوس رئيسها ، ويعقوب رئيس كنيسة اليهود العبرانيين. وبذلك كل كنيسة اصبحت تديرامورمؤمنيها باستقلالية. وتفرغوا الرسل البقية للتبشير والتنظيم والتعليم …الخ
بدأ اسطيفانوس كشماس بعمل خدمة الموائد وتوزيع المساعدات، ولكنه كان ممتلئا بالروح القدس فاصبح كارز لتعليم يسوع وصانع المعجزات ومجادل ومنتقد ايمان اليهود الشكلي وحرفية تطبيقهم الشريعة ، مما اثار قلق المجلس اليهودي وخطورته عليهم، خطفوه ووجهوا له تهمة الخيانة للتجذيف بالله ونقض الشريعة واقاموا محكمة وشهودا لاستجوابه والحكم عليه ، فكان دفاعه خطبة

مضمون خطبة اسطيفانوس : جعل العهد القديم في خدمة العهد الجديد
وقف اسطيفانوس يدافع عن حقيقة يسوع المسيح باستعراض احداث تاريخ عهد الرب لشعبه عبر اسفار العهد القديم، ليثبت ان يسوع هو المرسل ليكمل نفس العهد مع شعب بني اسرائيل .
بدأ عهد الرب مع ابراهيم باعطائه ميراث ارض ونسل عشيرة وعلامة ختان وخيرات وبركات (ابنه اسحاق واحفاده يعقوب وابنائه الاثناعشر)، وحسد ابناء يعقوب لاخوهم يوسف وبيعه للمصريين( لكن الله خلصه من جميع مصائبه 7: 10) ليصبح لعشيرته مخلصا . ثم رحليهم لمصر اثناء المجاعة عند يوسف اخوهم المباع والي مصر ، وعيشهم هناك بسلام وازدياد وخيرات وبركات .
وبتغيير فرعون مصر تغيرت نظرة المصريين لبني اسرائيل من شراكة حياة اخوة وعز الى تفرقة واضطهاد وذل ، فاختار الرب موسى ليكون قائدا ليخرج شعبه من ظلم المصريين( نزلت لاخلص شعبي 7: 33). والاقامة في البرية مع خيمة العهد واستلام الشريعة لتنظيم امور الحياة ولكنهم لم يكونوا امينين مع عهد الرب وشريعته فكانوا ينقضون العهد ويصنعون اصنام الهة يعبدونها .
وبعد موسى اوكل الرب يشوع ليكمل قيادة الشعب ويدخلوا الى الارض الموعودة ارض كنعان بعد ان طرد الله شعوبها (7: 45). وهناك انشأوا المدينة ونصبوا ملوكا” وبنوا هيكل للرب من قبل داود وسليمان ، ولكنهم حصروا الله في بناء حجر وقست قلوبهم ( تسلمتم شريعة الله ولم تطيعوها 7: 53) ورفضوا كل الانبياء الذين تنبأوا المخلص الذي صلبوه ولم يؤمنوا انه المرسل بالروح القدس وخاتم عهد الله الخلاصي.
فلم يتحمل اليهود كشف حقيقة ايمانهم ونواياهم الشريرة فحكموا على اسطيفانوس بالرجم حتى الموت ، استشهد سنة (34 م) خمس سنوات بعد موت يسوع فكان الشهيد الاول للمسيحية.

الاضواء التي انارها اسطيفانوس :
الضوء الاول : اسطيفانوس من اليهود اليوانيين الذين عاشوا بعيدا عن يسوع المسيح لكنه آمن مما سمعه من الرسل ايمانا حقيقيا روحيا عكس اليهود الذين سمعوا يسوع وشهدوا اعماله لكنهم حاربوه .
الضوء الثاني : بدأ اسطيفانوس بعمل اداري بسيط وانتهى بعمل ايماني عظيم ( الاستشهاد ) من قيمة ومعنى امام حياة الانسان . اذن لكل منا موهبة لخدمة الكنيسة ولكل دور اهميته في التبشير .
الضوء الثالث : بشجاعة الايمان ونعمة الروح القدس غير مسار المحاكمة من تهمة وجهت له كمجذف لله وخائن لشريعته الى كاشف لليهود خيانتهم لعهد الله وعدم فهمهم لشريعته وافتخارهم بشدة التزمت بطاعتها والالتزام بها . بالتاكيد هذه المواجهة وضع حياته في كفة الموت والام يسوع حاضرة امامه ليثبت لهم الايمان الحقيقي فكرا وقلبا وتطبيقا دون مساومات وبلا محاباة كما نادى بها يسوع .

السؤال ؟
كم يتطلب من كل واحد منا ان نكون اوفياء الايمان حد الاستعداد لقتل كل ما يعارض عيشنا لحياة انسانية حقيقية نادى بها يسوع !

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!