قدم الاب ميسر بهنام المخلصي محاضرة دينية بأسم (لقاء يسوع مع توما) وذلك في يوم الجمعة المصادف 14\6\2013 في كنيسة مار قرداغ في القوش, وأليكم نص المحاضرة:
لعل شخصية توما هي اقرب ما تكون لشخصية كل واحد منا وبأتجاهين مختلفين. من جهة الاسم توما او التوأم اي, واحد من اثنين, فهو ضمنيا ياخذ مكان التلميذ الذي سلم يسوع وسقط. وكانه يبلغنا يوحنا الانجيلي بطريقة سرية ان توما هو المكمل للاثني عشر, تلك الصورة الرمزية التي نقرئها في سفر الرؤيا الفصل 21 بخصوص اورشليم السماوية ذات الاثني عشر بابا ( مداخل التعليم المسيحي) وعلى ابوابها كما يقول السفر اثني عشرا ملاكا, اشارة الى ( حراس التعليم الصحيح) واسماء مكتوبة هي اسماء اسباط اسرائيل, التي تعني اسرائيل الجديدة , الاثني عشر رسولا. وهذه دعوتنا, نحن مدعوين لاكمال كل نقص من اجل ان تصل رسالة الخلاص لكل العالم من اجل تحقيق اورشليم النازلة من السماء اي تحقيق السماء في عالمنا الارضي. من جهة اخرى توما هو الشككاك يريد ان يرى ويلمس يريد ان يتحقق من القيامة لان ما شاهده من آلام يتعرض اليها المعلم تمنع اي فرصة للقيامة, ربما هو على حق في تساؤله كيف يمكن ان تولد الحياة من هكذا عنف. السنا جميعا نبحث عن ما يؤكد القيامة, كم مرة ومرة نقراء عن القبر الفارغ وكفن المسيح. كم تشدنا المقالات والقصص الخاصة بالظهورات. اليس هذا نوع من الشك او بالاحرى محاولة نبني فيها ايماننا على المحسوس والملموس , كم مرة ومرة نعيش الياس والقنوط نتيجة قسوة العالم وعمق الطعنات التي تترك اثارها جراحا مدمية في اجسادنا وقلوبنا, متجاهلين ان القيامة هي فعل الله الاول والاخير, انه رغم كل خطيئة وعناد من البشر حاضر ولم تكن هنالك لحظة من التاريخ الا وقد كان مشاركا فيها.
قصة توما هذه هي قصتنا,ليست مخجلة كما يفهم البعض على العكس هي قصة توضح لنا مدى صعوبة الايمان بالقيامة, وهذا مايكده متى(28: 17 ) ومرقس (16: 14). اذا هذه القصة هي حدث اساسي في تكوين كل من يشك في القيامة, هي محققة للقيامة, جروح الصليب المميتة تصبح علامة للذين يشكون. تعال وضع اصبعك في اثر المسامير ويدك في جنبي المفتوح يقول لنا يسوع نحن الذين نطلب المستحيل بالعيان واللمس.
نحن نجازف بكل ايماننا بهذا الطلب تلك المجازفة التي جازفها توما . لااؤمن حتى ابصر والمس. يسوع الحاضر في حياتنا يقول لنا انا معكم لاتخافوا وان جازفت بايمانك فلن اتخلى عنكم لاني احبكم لكن طوبى للذين يؤمنون دون ان يبصروا. انه ليس ضد توما. ليس ضدنا.
هي قصة اليوم الثامن وكل يوم ثامن. انه يوم الرب يوم جديد ليس مثل باقي الايام السبعة. يوم جديد تولد فيه الكنيسة وليست مثل باقي الكنائس. والغريب انها تولد في مكان مغلق يخبرنا يوحنا ان الابواب مغلقة( كانت الابواب مغلقة), اقرب مايكون الى رحم مريم المغلق لكن الله استطاع ان يجعله مكانا لحضور يسوع في العالم. لم يتكلم يوحنا في انجيله عن ولادة المسيح, لكننا نستطيع ان نلمس في هذه الاية ان الكنيسة ولدت بالطريقة التي ولد فيها المسيح. ولدت لتكون سلاما في العالم سلام اعطاه يسوع للرسل ( سلامي لكم), سلام ليس مثل كل سلام انه مجبول بعطية الروح القدس. فيه تولد الكنيسة ونولد نحن عندما نستنشق عبير هذا السلام, انه روح الله. هذا السلام روح الله الذي يخبر توما ويخبرنا بانه ليس حسنا ان نكون غير مؤمنين بل حسن ان نؤمن. ان يسوع يقف في وسطنا دائما صحيح انه جاء من اجل الابرص والاعمى والزانية وتوما لكنه في وسطنا من اجلنا نحن ايضا, هو حاضر معنا عندما يسكب روح القدوس فينا فيحولنا يزيل خوفنا ( كانو خائفين) فأنفتح الابواب لكل العالم من اجل ان نكشف ان روح الله فينا وفي كل العالم. لايريد يوحنا كاتب الانجيل ان تبقى الابواب موصدة, لابد من الخروج, هذا الخروج يتحقق في كلمة توما عندما يقول ( ربي والهي), انه خروج ابراهيم من الماضي من اللامعنى الى المعنى في الله, وهو خروج اسرائيل من مصر العبودية نحو الحرية ارض الله ( الميعاد) الارض التي تدرلبن وعسل هو خروج يسوع بنا من جحيم الخطيئة نحو ضفة الامان والسلام والحب, ان خروج توما من الشك الى اليقين, وهو خروجنا اليوم من العقلانية والتجربة والتحقيق في وبالبرمجيات والاعلانات والدعايات, انه خروجنا من التكتلات والاحزاب, خروج من الديانات المختلفة والطوائف المختلة نحو جهة الله الواحد جهة الخير والسلام والامان.
صلاة:
يارب نشكرك اليوم على نعمة اخونا توما الذي حملنا في شكه ان نؤمن بانك حاضر فيما بيننا, نسالك من اجل كل الذين لازالو يتراوحونا بين التصديق والتكذيب بين اليوم الاول والثامن, ان تعضدهم روحك القدوس فيؤمنوا انك الله الحق ابو يسوع المسيح.
امين