الثالوث المقدس

Khoranat alqosh22 فبراير 201290 مشاهدةآخر تحديث :
الثالوث المقدس

أقام لقاء طريق الخلاص محاضرة روحية عن سر الثالوث ولأول مرة بالتعاون مع لقاء المرأة وذلك يوم الجمعة المصادف (17/2/2012) حيث قدم المحاضرة الأب غزوان يوسف. وهذه بعض مقتطفات من المحاضرة مع الصور.
1) قدرة الله قدرة المحبة:- نقول بهدوء الله قدير، ولكن الله كامل القدرة على المحبة لو كنت لا أومن بأن قدرة الله أنما هي قدرته على المحبة وعلى بلوغ أقص حدود المحبة، أي الموت (الموت في سبيل الأحباء) والغفران (الغفران للذين يقتلونكم)، ولو كنت لا أومن بأن قدرة الله قدرة فائقة طبيعتها التخلي محبةً عن استخدام وسائل القدرة في معاملة الخلائق، لما استغربت أبداً أن يستسلم الإنسان لمنحدر الحلم ألعدمي ولما اتهمت بني جيلي الذين يستهويهم هذا الحلم. لكن كل شيء يتغير، أذا كانت قدرة الله قدرة المحبة. فبين القدرة والمحبة القديرة فرق جذري وهوة بكل معنى الكلمة. لا يقول المسيحي إنه يؤمن بأن الله قدير، بل يقول إنه يؤمن بإله آب قدير. وبناء على ذلك، فالإيمان هو اندفاع الكيان كله نحو الله وأعمق التزام، وإلا لم يكن إيماناً. ولو لم يكن الإنسان على يقين من الله إنما هو قدير على المحبة، وأن جوهر الله هو المحبة لا القدرة، وأن القدرة هي نعت للمحبة، لكان ذلك الاندفاع هذياناً وجنوناً. قال يسوع:- عمل الله أن تؤمنوا بمن أرسل (يوحنا 29:6)
2) التقدم في الاهتداء إلى إله واحد وثالوث:- في العنصرة، استولى روح يسوع على الرسل. فأصبح فيهم بعد اليوم من كان في يسوع. وقادهم إلى الأعمال نفسها –أعمال الرسل- وإلى مواجهة الأخطار نفسها، وإلى الجرأة نفسها في الموت. أنه روح يسوع. لكنه لا يمكن أن يكون غير روح الله، لأن الله وحده قادر على هبه روحه. أما نحن فلا نستطيع أن نهب روحنا، لأنه خاص بنا على الإطلاق. يمكنني أن أهب من علمي ومن ثقافتي، لكنه من غير المعقول على الإطلاق أن أهب روحي.
3)الثالوث يحقق أمنية الحب على وجه كامل:- الحب هو أن يخشى أن يضل الإنسان، أذا بحث عن أدراك معنى سر الله بطرق غير طرق الحب. لابد لنل من التفكير انطلاقاً من اختبار الإنسان للحب وانطلاقاً من خيبة الأمل التي نختبرها جميعاً في الحب، بقدر كثير أو قليل. ففي الحقيقة، ما هي الأمنية الخفية للحب الذي نعيشه في الزواج أو الحب الأخوي أو البنوي أو الصداقة أو الحياة الجماعة؟ أمنية الحب هي أن أصير الأخر وأبقى أنا في الوقت نفسه، بحيث إني والأخر لا نكون متحدين فقط ، بل نكون واحداً في الحقيقة. أن اختبار الإنسان للحب هو خليط من الفرح والألم. ولذلك لا يدخل أحد مملكة الحب من دون ألم. أما في الله، فإن أمنية الحب مستجابة منذ الأزل وهذا سر الثالوث. فإن الأب والابن والروح القدس يمتازون الواحد عن الأخر امتيازا حقيقياً يحول دون أي اختلاط فالأب لا يزول في الابن والابن لا يزول في لأب، الأب والابن لا يزولان في الروح القدس هم واحد، مع أنهم متمايزون على وجه كامل.
ثلاثة أقانيم في إله واحد:- لماذا ثلاثة أقانيم(لا أربعة أو عشرة) يمكننا أن نقترح طريقتين للبحث في سر الروح القدس.الأولى تنطلق من مطلب التبادل، هو مطلب جوهري في المحبة الكاملة. في الحب البشري، لا نلمح هذا التبادل إلا عن طريق العلامات، فإنه في حد ذاته يخفى على الذين يحب بعضهم بعضاً. في الثالوث الأقدس، حيث التبادل هو تام، المحبة نفسها هي أقنوم الروح القدس محبة الأب للابن، والبن للأب. وهنا طريقة أخرى للبحث في سر الأقنوم الثالث يمكن استخدامها انطلاقا من مطلب الخلوص، وهو أيضاً جوهري في كمال المحبة. أني بالخلوص نفي كل أنانية وكل تملك. ففي الله لا أثر لتملك النفس .
نشكر لقاء المرأة على تعاونهم معناً ونتمنى أن يتكرر هذا اللقاء. ونشكر الأب غزوان على تقديمه المحاضرة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!