إيزيدي 24
منذ تحرير محافظة نينوى وحتى هذا اليوم تواجه مدينة الموصل من مشكلة خطيرة وهي زوال وجود المسيحيين منها وعدم عودتهم فضلا عن عدم توجيه الدعم الحكومي لإعادة إعمار بيوتهم وكنائسهم وأماكنهم التراثية.
لا زالت العديد من الكنائس تشتاق للمصلّين ولأصوات النواقيس في مدينة الموصل بالرّغم من قلّة المبادرات التي تشجّع المسيحيين للعودة إلى بيوتهم وكنائسهم، والعديد من رسائل على التواصل الاجتماعي تنادي بعودة المسيحيين إلّا أنّ الكنائس التي تعكس ثقافة المسيحيين الدينية لا زالت مهدّمة وأصبحت مكبّ للنفايات.
وبعض من هذه الكنائس أصبحت تحت الأرض وقد أغرقتها المياه الراكدة وقطعت أوصالها الصواريخ والعبوات ومن ضمن هذه الكنائس كنيسة مار حوديني التي أصبح الزائرون يبحثون عنها لأكثر من نصف ساعة، وبعد جهود حثيثة أرشدهم أحد سكان الموصل إلى مكان يرمي الناس فيها نفاياتهم حتى أصبحت النفايات تلاً، وتحوّلت الكنيسة ذات الباب المغلق والبناء الذي أصبح يشبه بيت صغير تسكنه عائلة وجدت في ارضها مكاناً لأقامته.
يقول زائر مسيحي لــ إيزيدي 24 “ارشدنا أحّد أهالي الموصل وفتح لنا الباب ورحب بنا ، ليروي ما حدث لها مشيرا إلى أن أهمالها قد سبق تخريب داعش لها. فتركت قبل أكثر من ١٥ سنة، وحدثنا عن أناس يأتون للصلاة فيها وعن رغبتهم في محاولة إنقاذها”.
ويضيف ” حينما تتبع خطوات تاريخك، أنْ تجد كنيسة مهدمة فتلك مأساة ،أما أن تجد كنائس مدينة كاملة قد تضررت فتلك مصيبة، صور تدمي القلب حقا خلال زيارتنا للجانب الأيمن لمدينة الموصل منها : كنيسة مار كوركيس، كنيسة مار توما القديمة ، كنيسة مسكنته، كنيسة شمعون الصفا ،كنيسة مار حوديني، جميعها مهملة وبعضها صار مكباً للنفايات، وأخرى أصبحت كراجاً لوقوف السيارات وليس هناك من جهد للحفاظ عليها الا ما ندر. فقط جرى الاهتمام بكنيسة مار توما الجديدة، وهذه دعوة للجهات الكنسية للاهتمام بها بأسرع ما يمكن. فقريبا ستختفي من كثرة الانقاض والنفايات”.
تحتوي مدينة الموصل على عمق التراث المسيحي والاشوري الذي اصبح نتيجة الإهمال الحكومي عبارة عن مكب للنفايات وأطلال يتحدث بها المواطنون المسيحيون ، في حين أنّ فرص عودة المسيحيين إلى مدينة الموصل باتت ضعيفة وتفتقر لأبسط مقومات العودة مع سيطرة الفصائل المسلحة والعصابات على مدينة الموصل ومحافظة نينوى ونهج للتغييرات الديموغرافية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.