منزل كلاسيكي في القوش يتحول لمتحف “مسيحي” رواده من ديانات متعددة

كرم الالقوشي9 يوليو 2014202 مشاهدةآخر تحديث :
منزل كلاسيكي في القوش يتحول لمتحف “مسيحي” رواده من ديانات متعددة

خورنة القوش
السومرية نيوز / دهوك
مسلمون ومسيحيون وأيزيديون، أناس من جميع الأعمار والأديان يتجهون الى منزل النحاتة باسمة الصفار ليقضوا اوقاتا جميلة وهم يتفرجون على أعمالها الفنية في منزلها الصغير الذي تحول إلى متحف يضم منحوتات ورسوم تحكي التاريخ المسيحي ومراحل حياة النبي عيسى (ع).

في بلدة القوش (30 كم شمال الموصل)، أصبح منزل الصفار الكلاسيكي المشيد على مساحة 200 متر، ذائع الصيت، كونه غني باللوحات والمنحوتات التي تعرف بالديانة المسيحية، وتبرز دور مسيحيي العراق في بناء بلدهم وارتباطهم بأرضهم وتراثهم، وتلاحم بقية الأديان معهم.

وتقول الصفار في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن أعمالها “تمكنت من تعريف الزوار الذين يقصدون المنزل بالديانة المسيحية”، مبينة أن “زوار المنزل يأتون من مختلف المناطق ومن جميع الديانات لرؤية الأعمال الفنية التي تجسد جزءا مهما من تاريخ المسيحية”.

وترى الصفار أن “التعرف على حياة ومسيرة المسيح مهم جدا، كون المسيح يمثل حق المسلم والمسيحي والأيزيدي والصابئي”.

وتعمل الصفار حاليا على تطوير مشروعها الفني، ليشمل مسيرة بعض الشخصيات المسيحية التي ساهمت في الحياة العامة، وتقول إن “المشروع يهدف الى إبراز الدور الذي لعبه المسيحيون في العراق وإقليم كردستان وارتباطهم بأرضهم وتراثهم في العراق”.

وشهدت بلدة القوش وغيرها من مناطق سهل نينوى موجة نزوح كبيرة خلال الأيام الماضية عقب سيطرة مسلحي تنظيم “داعش” على مدينة الموصل، ما أثار هواجس القلق لدى المكونات الدينية والقومية خشية من استهدافها من قبل الجماعات المسلحة.

وتصر الصفار على إتمام مشروعها رغم الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة، وتؤكد أن ذلك “جزء من مواجهة هجمات الجماعات المسلحة التي تحاول تدمير التنوع الديني والتعايش السلمي بين المكونات الدينية والقومية في العراق”.

وتبدي الصفار أسفها لما “يتعرض له العراق من مخططات وهجمات تستهدف تطوره في مختلف المجالات”، معتبرة أن “العراق تحول إلى جثة الكل يريد أن يأكل جزءا منها، لكن رغم ذلك يتطلع العراقيون لمستقبل أفضل”.


الصفار أمام إحدى لوحاتها المرسومة داخل منزلها


“هذه الأعمال الفنية جواب قوي على الأحداث التي تحصل في الموصل وغيرها من المناطق العراقية”، هكذا يقول المواطن سيف جاسم.

ويلفت جاسم الى أن “الترابط قوي بين أتباع الديانات والمذاهب العراقية، بالرغم من كل المحاولات التي تستهدف المكونات الدينية”، داعيا الجهات المعنية الى “تشجيع إقامة أماكن مماثلة تعبر عن تاريخ وحضارات الديانات والثقافات العراقية بهدف توطيد مبادئ قبول الآخر والسلام والتعايش بين مختلف المكونات”.

وتقع منطقة سهل نينوى شمال شرق الموصل، وتتألف من ثلاثة أقضية هي الحمدانية والشيخان وتلكيف، إضافة الى ناحيتي القوش وبرطلة، ويسكنها خليط من المسيحيين والكرد والأيزيديين والشبك، وثمة مطالب لأحزاب سياسية مسيحية باستحداث محافظة في منطقة سهل نينوى كخطوة لحماية المكونات الدينية والقومية المتواجدة في المنطقة.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد عام 2003.

ويضم العراق أربع طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدان أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة، والسريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، وطائفة اللاتين الكاثوليك، والآشوريين أتباع الكنيسة الشرقية، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!