رقد على رجاء القيامة المعمر السيد توما اوراها قاشا في القوش

الوداع اخي العزيز
علمت قبل قليل وأنا بعيد في بلاد الغربة برحيلك إلى مثواك الأخير دون وداع. نعم كنت على علم بتدهور حالتك الصحية في الفترة الأخيرة.
ولكن ومع ذلك، أشعر بحزن يعتصر قلبي وجسدي يتداعى وشيء يحيرني ويقلقني وأشعر بفراغ كبير في قلبي. لقد كنت لي في حياتي بمثابة الأب والأخ والمعلم ومثالا أقدتي به. وبعد كل هذا نفترق. من سيشاركني سروري ويواسيني في حزني ويخفف همي في هذه الدنيا وهذا الزمان…
أخي العزيز..ايها المسافر عبر السحاب الراحل الى ما وراء الغمام في السماء العليا، كيف ترحل سريعا دون وداع، ولما غادرتنا وكنت لنا كشجرة كبيرة نحتمي بها. ورغم ذبول شجرة حياتك الخضراء بفعل السنين والمرض، إلا أن وجودها معنا كان كافيا لنا ويسعدنا.
لقد رحلت يا أخي وتركت في النفوس لوعة، وفي القلوب غصة، وفي العيون دمعا وخاصة لدى اخويك وأولادك الأوفياء الذين شاركوك الحلوة والمرة في الحياة وتعلموا الشئ الكثير في مدرستك الكبيرة ونهلوا العديد من صفاتك الطيبة والذين سيكونون خير خلف لخير سلف. نعم كنت لنا مدرسة تعلمنا فيها حب الوطن والناس والاخلاص في العمل ومساعدة الناس، لذلك رغم بعادك عنـا ستبقى تعيش معنا، وفي افكارنا، وفي احلامنا، وفي ضمائرنا ، نذكرك مع الأصيل، ونراك عند الفجر بسمة حلوة.
فنم قرير العين في مثواك السرمدي يا قرة اعيننا، ومهجة قلوبنا، وتاج رؤوسنا، ولتكن ملكوتك السموات وفراشك ريش نعام.
أخوك كامل قاشا