المناضل توما توماس عاد مرة ثانية ليقف بين اهله

Khoranat alqosh8 مارس 201387 مشاهدةآخر تحديث :
المناضل توما توماس عاد مرة ثانية ليقف بين اهله

عمكاباد/ كرم الالقوشي
شخصية وطنية وقائد انصاري ناضل لمدة ثلاثون عاماً في جبال كوردستان العراق لأجل الحرية وسعادة الشعب العراقي، وقف شامخاً بوجه الحكم الاستبدادي والنظام الدكتاتوري في العراق، حقاً هذا الانسان هو اسطورة الجبل ولدته المحن والصعاب فكان اهلاً لها ولمواجهتها، ترك انطباعات كثيرة مثيرة للجدل عند رفاقه وجميع من عايشوه او سمعوا عنه، فتضحياته تؤكد مصداقية هذا القائد التاريخي العظيم مع الذات، فالعراق وشعبه كان يشغل بال هذا الانسان البسيط، ما فكر يوماً ببناء قصراً او جمع مال وعندما سلم هذا الطريق الطويل والشاق لم يكن في باله بأنه ان في احد الايام سيكون هناك متنزه بأسمه.
وعن متنزة توما توماس الذي هو اليوم يقف بداخل بلدته التي طالما ناضل من اجلها، حدثنا غانم النجار قائلاً، ” تقديراً للمواقف البطولية والتضحيات التي قام بها المناضل توما توماس وتخليداً لذكراه ارتأت منظمة القوش للحزب الشيوعي العراقي أقامة متنزه ونصب تذكاري يليق بمكانته”.
واضاف النجار،” في 22 شباط تم تقديم طلب الى بلدية القوش وبعد ان تشكلت لجنة بجمع التواقيع من اهالي القوش للموافقة على انجاز هذا المشروع حيث رحب الجميع بهذا الانجاز العظيم، وبعد حصول الموافقة من الامانة العامة لمجلس الوزراء بتخصيص قطعة ارض، تشكلت لجنة للأشراف على انجازه”.

وتابع ان اهالي القوش من الداخل والخارج تبرعوا لهذا المشروع وتشكلت لجان لجمع التبرعات في الخارج وبعد الانتهاء من كافة الاعمال افتتح المتنزه والنصب التذكاري في 14 تموز 2011وحضر مراسيم الحفل حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وشخصيات القوشية وجمع غفير من اهالي القوش والمناطق الاخرى.

واضاف فائز عبد جهوري مدير ناحية القوش،” بعد حصول الموافقات الرسمية انشأ متنزة توما توماس في ناحية القوش، وهذا دليل على الشخصية العراقية الالقوشية في الدفاع عن الوطن والقوش ولتفانيه من اجل بلدة العراق وهو رمز لأحد الوطنيين ولكونه من ابناء المنطقة تم انشاء النصب فيها، ومن جهة اخرى فأنه يعطي جمالية للمنطقة ومكان للتنفس والترفيه واقامة المناسبات للعوائل الالقوشية”.
واضاف باسل شامايا،” أقبل الربيع وارتدت الارض وشاحها الاخضر وبهذه المناسبة السعيدة انفتحت بوابة متنزه الفقيد توما توماس لأستقبال الزائرين والزائرات من كافة احياء القوش لقضاء احلى وامتع الاوقات حاملين معهم مناسباتهم العائلية والاجتماعية .. فقبل ايام والسيد ماجد وزوجته مواظبان بشكل يومي ومنهمكان بأعداد المتنزه من ناحية تنظيفه من بقايا افرازات فصل الشتاء وتهيئة اماكن الجلوس من حيث المصاطب او الارضية التي بدأت ترتدي هي الاخرى اخضرار الربيع مرحبه بأهلها في متنزه الراحل العزيز توما توماس”.

واختتم شامايا قائلاً ” ان النصب قام بنحته كل من المبدعين ( عبد الرحيم علي أحسان و سماري إبراهيم)”.
وقال سمير القس يونان،” كانت محاولات حثيثة ومستمرة ودؤبة تلك التي قام بها نفر خير من القوش لأستحصال الموافقات والتسهيلات الرسمية لإقامة ذلك النصب الذي نرى فيه شخصية ومشاعر ابن القوش البار والثوري ذلك الثائر الذي انتفض رافضا العبودية والخنوع والاستغلال…كانت الدافع للقيام بهذا المشروع وجود راعي بيننا يقود خرافه إذا ظلت طريقها ذلك الطريق الذي تتربص به ذئاب كاسرة وجائعة همها الوحيد الفتك بالقطيع حيث نعتبره رمز القوش لأنه احرق نفسه في أتون مستعرة لاسم القوش ومستقبل القوش ولم يقبل أن تدنس أزقة القوش كما ولم يهدا له بال طالما وضع أهله في القصبة قلق..نستفيد من النصب كونه رمزا معنويا روحيا وثانيا ليكون مثالا للتضحية والفداء والمبادئ وثانيا متنفسا ترفيهيا تزوره العائلات صيفا لقضاء اوقاتا جميلة في رحاب توما توماس الواسعة..أيضا تقام فيه كل المناسبات التي تخص الحزب ومنظماته”.

يذكر ان المناضل توما توماس بشخصيتة القوية والبسيطة استطاع من قيادة عمليات عسكرية ميدانية في قاطع بهدينان، وقام بزيارة الى المناضل الكردي الراحل ملا مصطفى البرزاني، كتب عنه الكثير من الكتاب والشعراء وغنى له الفنانين كان محبوباً لدى الجماهير الشعبية والدينية، وقد دافع عن القوش في عام 1969 عندما كان محنة القوش وبعد مسانده اهل البلدة لخطتة تخلصت القوش من تلك المحنة.
سيرة المناضل :
توما توماس المعروف بــ( ابو جوزيف) ولد ببلدة القوش عام 1924 والتحق بصفوف الحزب الشيوعي العراقي في نهاية الخمسينيات من القرن المنصرم قبيل ثورة 14 تموز/يوليو 1958 ثم التحق بثورة ايلول التحررية التي اندلعت في كوردستان العراق ،ثم تدرج ليصبح مسؤولاً عسكريا لقاطع بهدينيان للأنصار الشيوعيين .توفي في سوريا بتاريخ 15/10/1996 وتم نقل جثمانه ليدفن في مقبرة الكلدان في محافظة دهوك وبتاريخ 22/10/2010 جرى نقل رفات جثمانه ورفيقة دربه زوجته (الماس حببيب توما ( في تشييع مهيب من مقبرة دهوك وحتى مثواهم الأخير في مقبرة القوش .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!