تقرير …اهالي القوش يستعدون لأستقبال عيد الصليب

كرم الالقوشي7 سبتمبر 2012104 مشاهدةآخر تحديث :
تقرير …اهالي القوش يستعدون لأستقبال عيد الصليب
تقرير وتصوير كرم الالقوشي/ خاص – خورنة القوش.كوم
يحتفل اهالي بلدة القوش في ليلة عيد الصليب التي تصادف 14 أيلول من كل عام ،على طريقتهم الخاصة فلكل منهم اسلوبة في التعبير عن الاحتفال، حيث يستعد اهالي القوش بالتحضير ونصب الصليب فوق سطوحهم وتزينه بالنشرات الضوئية التي تعطي اجمل الالوان عند الغروب. وعن الاستعدادات التي يقومون بها استطلع موقع خورنة القوش اراء بعض من اهالي المنطقة:-

وحدثنا الاب غزوان شهارا خوري كنيسة القوش لــ ” موقع خورنة القوش.كوم”، ” في القوش تبدا الاحتفالات بعيد الصليب منذ بداية شهر ايلول بحيث ان كل بيت يضع صليبا مضاء في اعلى نقطة على سطح البيت وفي المناطق العامة والمرتفعة. وفي ليلة العيد تقام صلاة الرمش في كنيسة مار كوركيس ومن بعدها يتوجه الكاهن والشمامسة وجماعة المؤمنين بزوياح الصليب بتراتيل وصلوات الى مكان مرتفع في الجبل حيث المؤمنين مجتمعين للبدء باشعال شعلة الصليب مع ظهور نجمة المساء، ترمز الى يسوع المسيح نور العالم، وكذلك ترمز الى تلك اللحظة التي اكتشف فيها الصليب في القرن الميلادي الرابع من قبل القديسة هيلانة ام الامبراطور قسطنطينوس.
في اليوم التالي يبدأ النهار بقداس العيد في كنيسة مار كوركيس وكذلك في كنيسة مار قرداغ. وبعد صلاة الرمش وقداس العصر يكون هناك زوياح في داخل الكنيسة لاختتام الاحتفالات الطقسية لعيد الصليب.
يقول مار بولس في الرسالة الاولى الى كورنثس 1: 1- 23
وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! أَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُوداً وَيُونَانِيِّينَ فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ \للهِ وَحِكْمَةِ \للهِ. أَنَّ جَهَالَةَ \للهِ أَحْكَمُ مِنَ \لنَّاسِ! وَضَعْفَ \للهِ أَقْوَى مِنَ \لنَّاسِ!
وفي الرسالة الى غلاطية 6: 14
يقول: وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ \لْمَسِيحِ، \لَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ \لْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.
كما يقول العهد القديم ملعون كل من علق على الصليب.
بالنسبة لنا نحن المسيحيين فان الصليب الذي هو رمز الموت اصبح بالنسبة لنا رمز القيامة والحياة الجديدة.
خشبة شجرة معرفة الخير والشر في جنة عدن كانت سبب موت ادم اما بالنسبة لنا فان خشبة الصليب هي رمز شجرة الحياة في الجنة بيسوع المسيح”.

ويضيف شهارا، ” بعد القيامة اهتم التلاميذ ومن بعدهم المسيحيين الاولين باعلان بشرى القيامة ونشر الحياة المسيحية في كل انحاء العالم، وكانت بالنسبة لهم علامة الصليب في البيوت ما يميزهم عن الاخرين. وبما ان المسيحية كانت في البداية مضطهدة وغير علنية فان المسيحيين لم يستطيعوا الاحتفاظ بذخائرهم مثل الصليب.
اثناء حكم الامبراطور طيباريوس (14-37 م) عندما كان يعقوب الرسول اسقفا لاورشليم، وكانت كانت كلاوديا زوجة بيلاطس حاكم اورشليم اخت كلاوديوس ( امبراطور سنة 41 – 54 م) التي ارسلت تقول له: “انها تألمت في الحلم من اجله” (متى 27: 19)، بينما زوجته برطونيكة قد جاءت الى اورشليم وطلبت من اليهود الذين تملكوا مناطق الجلجلة ان ياذنوا لها بالبحث عن خشبة الصليب، وحيت دخلت المكان الذي فيه دفن الصليب ماتت ابنتها في هذا المكان ودفنت في الموضع نفسه. ثم بعد اكتشاف الصليب قامت بقوته، فسلمت برطونيكة خشب الصليب الى مار يعقوب اسقف المدينة، الذي بنى كنيسة له في المكان الذي اكتشف فيه.
دفن اثناء حكم تريانوس في 98 الى يوم اكتشافه من جديد.
في سنة 313 اعلن الامبراطور قستنطينوس المسيحية دين الامبراطورية الرسمي وهذا ما يسمى مرسوم ميلانو.
بعد ذلك اهتم الامبراطور ببناء الكنائس الكبيرة وبدأت امه هيلانة بالبحث عن الصليب. حيث عثر عليه يوم 14 ايلول في سنة 320 وكانت علامة النار هي الدليل على اكتشاف الصليب.
في 13 ايلول من عام 335 اكمل الامبراطور بناء كنيسة القيامة وتم تكريسها.
في اليوم التالي اي 14 ايلول 335 تم وضع الصليب في هذه الكنيسة وبدأت معه احتفالات عيد الصليب في هذه الكنيسة فقط.
بعد الاحتلال الفارسي لاورشليم تم الاستيلاء على الصليب. في عام 628 استطاع الامبراطور هرقل اعادة الصليب من الفرس وادخله اورشليم باحتفال كبير، هكذا بدا الاحتفال بعيد الصليب ينتشر في الشرق.
في عام 701 ادخل البابا سيرجو عيد الصليب ايضا في روما هكذا انتقل ايضا الى الكنيسة الغربية.
اليوم اجزاء من هذا الصليب موجودة في كاتدرائية الصليب في روما”.

 

 

وقال جمال لاسو احد شمامسة القوش لـ ” خورنة القوش”، ” تيمناً بأكتشاف القديسة هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين فقد قام اهالي القوش بتقليد الذكرى بوضع صلبان ملونة بأضاءه مميزة ووضعه في اعلى مكان في السطح”، واضاف لاسو ” ان انتشار وضع الصليب في السنوات الاخيرة والسنة الحالية تعود الى كثرة النشرات الضوئية نسبة الى الاعوام السابقة، حيث كانوا الاهالي في السابق يشعلون روث الابقار (دركـ) فوق السطوح بينما حالياً ظهرت الالعاب النارية بمختلف انواعها.
وعن الطقوس الدينية في الكنيسة تابع لاسو، ” بعد صلاة الرمش قبل الغروب يبدأون الشمامسة صلاة الصليب من داخل الكنيسة في مسيرة من مجموعتين تتناول المزامير الخاصة بالمناسبة ويسيرون بأتجاه قمة جبلية بالقرب من خزان الماء وينتظرون ظهور اول نجم في السماء كي يقوم المسؤول الديني الاول ( المطران او الكاهن ) بأشعال كومة من نبات ( العارن ) بواسطة شمعة ثم تبدأ الشعلة بالخمود جزئياً، يقوم الاهالي وخاصة الشباب بالقفز فوق الشعلة كتقليد وبعد خمود النار كلياً يبدأ الجمهور بأخذ ترب من الرماد ويغادرون المكان بعد ان يكون قد غادره الشمامسة، وهذه المراسيم تجري في ليلة عيد الصليب.
 
واضافت ” سهى ” احدى اعضاء جوقة القوش، ” اننا نضع الصليب على سطوح منازلنا قبل اسبوعين او اكثر من العيد، وفي ليلة الصليب نذهب الى الكنيسة ونرتل التراتيل الدينية وبعدها نذهب لأشعال شعلة الصليب بحضور جموع غفيرة من اهل المنطقة والاقرباء من مناطق مختلفة وحتى من العاصمة بغداد يحضرون هذه المراسيم التي تعتبر مميزة في القوش.

وحدثنا الشاعر لطيف بولا عن تاريخ العيد، ان ” في عهد الملكة هيلانة (247 – 367 م) والدة الامبراطور قسطنطين امبراطور روما , امرت جيوش روما ان تذهب الى فلسطين للبحث عن الصليب الحي والذي صُلب عليه يسوع المسيح له المجد، وبالفعل نجحت جهودها المباركة باكتشاف الصليب بعد ان حفروا في عدة اماكن مستعينين بأُناس كبار السن.

اكتشفوا ثلاثة صلبان .. ولكي يعرفوا اي صليب صُلب عليه الرب يسوع المسيح .. جعلوا الصلبان الثلاثة تمس جثة رجل كان قد مات لتوه وشيع للدفن . وما ان مسه الصليب الحي حتى نهض ّ المتوفي . كان ذلك سنة 326 م ..وباكتشافه اُشعلت النار في كل مكان ,من قرية لقرية , ومدينة لمدينة , معلنة اكتشاف الصليب الحي, حتى وصلت الاشارة الى روما فأمرت الملكة هيلينة بايقاد النار في كل مكان .. ومن يومها صار ايقاد النار رمزا لاكتشاف الصليب الحي , ويوم عيد وفرح لكل الشعوب والمسيحية منها على وجه الخصوص..
وعيد الصليب المقدس أو عيد اكتشاف الصليب المقدس، ويسمى أيضاً عيد رفع الصليب المحي. ولهذا العيد أصول قديمة نذكر منها:
يذكر المؤرخ الكبير أوسابيوس القيصري بأن الملك الروماني قسطنطين الكبير (324ـ 337) الذي رأى علامة الصليب في السماء على مثال نور بهيئة الصليب مع مكتوب تحتها عبارة: (بهذه العلامة تغلب)
وإن أقدم شهادة عن وجود خشبة الصليب المقدس في أورشليم جاءتنا في سنة 347 بأن ذخائر خشبة الصليب المقدس وجدت الآن في العالم. ومن هذا يمكن الاستنتاج بأن خشبة الصليب اكتشفت في الفترة بين 335ـ 347 م.
ومن العادات الشعبية المقترنة بعيد الصليب إشعال النار على قمم الجبال أو أسطح الكنائس والمنازل أو في الساحات العامة، وترجع هذه العادة إلى النار التي أمرت القديسة هيلانة باشعالها من قمة جبل إلى أخرى لكي توصل خبر عثورها على الصليب للابنها الملك قسطنطين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!