وحدثنا الاب غزوان شهارا خوري كنيسة القوش لــ ” موقع خورنة القوش.كوم”، ” في القوش تبدا الاحتفالات بعيد الصليب منذ بداية شهر ايلول بحيث ان كل بيت يضع صليبا مضاء في اعلى نقطة على سطح البيت وفي المناطق العامة والمرتفعة. وفي ليلة العيد تقام صلاة الرمش في كنيسة مار كوركيس ومن بعدها يتوجه الكاهن والشمامسة وجماعة المؤمنين بزوياح الصليب بتراتيل وصلوات الى مكان مرتفع في الجبل حيث المؤمنين مجتمعين للبدء باشعال شعلة الصليب مع ظهور نجمة المساء، ترمز الى يسوع المسيح نور العالم، وكذلك ترمز الى تلك اللحظة التي اكتشف فيها الصليب في القرن الميلادي الرابع من قبل القديسة هيلانة ام الامبراطور قسطنطينوس.
في اليوم التالي يبدأ النهار بقداس العيد في كنيسة مار كوركيس وكذلك في كنيسة مار قرداغ. وبعد صلاة الرمش وقداس العصر يكون هناك زوياح في داخل الكنيسة لاختتام الاحتفالات الطقسية لعيد الصليب.
يقول مار بولس في الرسالة الاولى الى كورنثس 1: 1- 23
وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! أَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُوداً وَيُونَانِيِّينَ فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ \للهِ وَحِكْمَةِ \للهِ. أَنَّ جَهَالَةَ \للهِ أَحْكَمُ مِنَ \لنَّاسِ! وَضَعْفَ \للهِ أَقْوَى مِنَ \لنَّاسِ!
وفي الرسالة الى غلاطية 6: 14
يقول: وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ \لْمَسِيحِ، \لَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ \لْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.
كما يقول العهد القديم ملعون كل من علق على الصليب.
بالنسبة لنا نحن المسيحيين فان الصليب الذي هو رمز الموت اصبح بالنسبة لنا رمز القيامة والحياة الجديدة.
خشبة شجرة معرفة الخير والشر في جنة عدن كانت سبب موت ادم اما بالنسبة لنا فان خشبة الصليب هي رمز شجرة الحياة في الجنة بيسوع المسيح”.
ويضيف شهارا، ” بعد القيامة اهتم التلاميذ ومن بعدهم المسيحيين الاولين باعلان بشرى القيامة ونشر الحياة المسيحية في كل انحاء العالم، وكانت بالنسبة لهم علامة الصليب في البيوت ما يميزهم عن الاخرين. وبما ان المسيحية كانت في البداية مضطهدة وغير علنية فان المسيحيين لم يستطيعوا الاحتفاظ بذخائرهم مثل الصليب.
اثناء حكم الامبراطور طيباريوس (14-37 م) عندما كان يعقوب الرسول اسقفا لاورشليم، وكانت كانت كلاوديا زوجة بيلاطس حاكم اورشليم اخت كلاوديوس ( امبراطور سنة 41 – 54 م) التي ارسلت تقول له: “انها تألمت في الحلم من اجله” (متى 27: 19)، بينما زوجته برطونيكة قد جاءت الى اورشليم وطلبت من اليهود الذين تملكوا مناطق الجلجلة ان ياذنوا لها بالبحث عن خشبة الصليب، وحيت دخلت المكان الذي فيه دفن الصليب ماتت ابنتها في هذا المكان ودفنت في الموضع نفسه. ثم بعد اكتشاف الصليب قامت بقوته، فسلمت برطونيكة خشب الصليب الى مار يعقوب اسقف المدينة، الذي بنى كنيسة له في المكان الذي اكتشف فيه.
دفن اثناء حكم تريانوس في 98 الى يوم اكتشافه من جديد.
في سنة 313 اعلن الامبراطور قستنطينوس المسيحية دين الامبراطورية الرسمي وهذا ما يسمى مرسوم ميلانو.
بعد ذلك اهتم الامبراطور ببناء الكنائس الكبيرة وبدأت امه هيلانة بالبحث عن الصليب. حيث عثر عليه يوم 14 ايلول في سنة 320 وكانت علامة النار هي الدليل على اكتشاف الصليب.
في 13 ايلول من عام 335 اكمل الامبراطور بناء كنيسة القيامة وتم تكريسها.
في اليوم التالي اي 14 ايلول 335 تم وضع الصليب في هذه الكنيسة وبدأت معه احتفالات عيد الصليب في هذه الكنيسة فقط.
بعد الاحتلال الفارسي لاورشليم تم الاستيلاء على الصليب. في عام 628 استطاع الامبراطور هرقل اعادة الصليب من الفرس وادخله اورشليم باحتفال كبير، هكذا بدا الاحتفال بعيد الصليب ينتشر في الشرق.
في عام 701 ادخل البابا سيرجو عيد الصليب ايضا في روما هكذا انتقل ايضا الى الكنيسة الغربية.
اليوم اجزاء من هذا الصليب موجودة في كاتدرائية الصليب في روما”.