الخريجين الشباب في القوش معاناة طويلة .. ومستقبل غامض

Khoranat alqosh27 سبتمبر 201273 مشاهدةآخر تحديث :
الخريجين الشباب في القوش معاناة طويلة .. ومستقبل غامض

كرم الالقوشي/ عمكا اباد

بعد اربع سنوات من الدراسة يقضيها الطالب او الطالبة في حياتهم الجامعية وفي ظل كل هذه الظروف القاسية التي مرت علينا وخصوصا الطلبة الذين كانوا يدرسون في كليات ومعاهد الموصل حيث عاينوا وعاشوا ايام مريرة وعصيبة لم تثنيهم عن الاجتهاد والالتزام بدراستهم الى ان تخرجوا ونالوا شهادة التخرج التي من خلالها يستطيعون الحصول على وظيفة تمكنهم من بناء مستقبلهم الذي رسموه، لكـنهم وكما هو واضح قد صدموا بالواقع المرير الذي سوف نسمعه منهم خلال هذا اللقاء الذي اجريناه مع شريحة من الخريجين من ابناء القوش .
حيث قال دان حميكا (خريج كلية التربية الرياضية جامعة الموصل) ان الجميع يعرف ليس هناك تعينات وهدفنا كان بعد التخرج ان نبحث عن عمل يمكننا من خلاله ان نكون حياتنا المستقبلية، وعن التعينات قال بالحرف الواحد ( ايّسنا منها )، وعن الاعمال الاخرى اضاف لا توجد فرص عمل وذهبنا الى جميع الاماكن لكن دون جدوى، حال الخريج بعد الدراسة والتعب، يصبح كحال العامل وحتى هذه الفرصة لم نحصل عليها، فالبطالة هي التي تدفع الشاب اليوم الى الهجرة بسبب اهمال الحكومة لهذه الفئة المهمه في المجتمع فالشاب اليوم يهاجر الى دول اخرى بحثاً عن عمل يكوّن مستقبله
بينما بيّنت الطالبة س.ج وهي خريجة هندسة كهرباء حاسبات جامعة دهوك
قبل التخرج كانت آمالي وطموحاتي كبيرة جدا فقد كنت متشوقة لتطبيق كل المبادئ والمعلومات التي تعلمتها خلال سنوات دراستي الجامعيه في عملي، حتى في اول فتره التي تلت التخرج، حيث كانت لدي طاقة وحماس كبيرين للعمل حتى لو كان هذا العمل متعبا او صعبا من الناحية العملية فقد كنت مستعدة له .. ولكن هذه الرغبه تلاشت يوما بعد يوما بعدما انصدمت بالحقيقة والواقع !
واضافت س ” بالاضافة الى العوائق التي خلقتها الحكومة للشباب، فهناك عائق اخر لعمل الخريجات الشابات صنعه المجتمع وهو النميمة .. حيث انه من الصعب على الفتيات ان يعملن في الشركات الاهلية خوفا من انتقاد المجتمع لهن ويفضل اهاليهن جلوسهم في بيوتهم على العمل في الشركات الاهلية اي التشجيع على ازدياد مستوى التخلف والخمول والركود والحد من استغلال الطاقات و تنمية المواهب وزيادة النشاط الذهني والبدني” .
اما شبابنا الخريجين اليوم فلازالوا معتمدين على اهاليهم في العيش، او انهم قد يعملون اعمال حرة بسيطة ليس لها اي صلة بتحصيلهم الدراسي , بسبب فرص العمل الضئيلة جدا في المناطق القريبة من القوش .. كما ان سنوات شبابهم التي يتمتع بها الانسان بالصحة وتكون فيها طاقتهم وقابلياتهم للعمل في اوجها تضيع سدى، فان لم يجد الشاب عملا وهو في مقتبل عمره، ترى متى سيجد عملا ؟ هل عندما يشيخ او عندما يضعف عقليا و بدنياُ.
فلا عجب ان يهاجر شباب مناطقنا ومنهم الكثيرين من هم في الكليات او خريجين .. ليبحثو عن العمل خارج البلد .. آملين ان يجدوا اي عمل يقومون به !

فيما بين ريفن نافع خريج الكلية التقنية ” انه كان مخطط ان يعمل بشهادته في شركات اهليه وبعدها قدم على تعين وانا الان بأنتظار الجواب، لكن البعض من اصدقائي لا توجد لديهم فرص عمل فحالتهم المادية والنفسية صعبة وضعيفة بسبب الفراغ الكبير الذي دائماً ما يخلق مشاكل نفسية، وعن سؤالنا هل الهجرة لها سبب كبير اجاب انني لا افكر بالهجرة بسبب راتبي المعيشي الجيد الذي لا يمكن ان اأخذه في دوله اخرى، والتعين يضمن مستقبلنا، بعدها يبدء يرسم مخطط حياته، وبين ان العمل خارج المنطقة ينقسم الى نصفين النصف الاول اذا كان الخريج شاب يستطيع ان يعمل في اي مكان خارج منطقتة، بينما النصف الاخر ” الفتيات المتخرجات ” لا يستطيعن ان يعملن خارج منطقتهن لذلك فأن فرصة الشباب هي اكثر من البنات.
بعدها تحدثنا مع الشاب الخريج صباح قودا، وقال لنا : ان وجدت تعين لي سوف ابقى في بلدي ولن اغادره ، لكن املي ضعيف في العراق و الهجرة هي الطريق الاخير لدينا نحن الشباب بسبب عدم وجود فرص العمل ، قدمت على تعين اكثر من مكان ولا يوجد شئ الى الان، بالاضافة الى ان حصص بلدتنا قليلة مقارنة في المناطق الاخرى، كما وليس لدينا في التعينات سواء تعينات المركزية او الاقليم.
وقال لنا فواز سعد خريج كلية الاداب جامعة الموصل : انا خريج اداب جامعة الموصل قدمت على اكثر من تعيين فلم يحالفني الحظ واضطررت الى العمل في الصيف عامل صباغة وفي الشتاء كنت اعمل في مدرسة اهليه في زاخو التي تبعد عن بلدتي بما يقارب ساعه ونصف بسبب عدم وجود فرص عمل في المنطقة وبعدها انتهت مدة العقد بالرغم من الصعوبات التي واجتني في زاخو من حيث المكان والحالة النفسية تركت اهلي بعيداً وهم بأمس الحاجة اليه ، حيث انني كنت ارغب في التعين في شركات اهليه او حكومية من ضمن اختصاصي كمترجم ، لكن لا املك الواسطات لغرض العمل، وهذا حال اغلب الشباب اليوم في المنطقة حيث انهم يلجؤن الى الهجرة بسبب عدم توفر فرص مناسبة للعمل ولا يوجد من يهتم في مثل هذا الامور الذي يعتبر خطر كبير يهدد المنطقة لان الشباب هم جيل المستقبل وهذا الشئ يعرفه العالم كله لكن في بلدنا لا يهتمون في هذه الفئة التي يبنى عليها البلد، ومن هنا اطلق صوتي الى جانب زملائي الخريجين طالبين من الحكومة ان تجد لنا حل مناسب.
وبعدها التقينا بالشابة المتخرجة ر.ح وهي خريجة كلية العلوم ، حيث قالت لنا : المعاناة الاولى هي عدم توفر التعينات للخريجين، والسبب يعود الى عدم وجود نظام في الدوائر وفي المسؤولين الذين يعطون الوظائف، حيث عملت في بلدية دهوك لمدة سنة ونصف لكن بعدها تم اعفائي منها بسبب كثرة عدد موظفي العقود واعتماد الموظفين الذين يمتلكون الوسطات فقط ، وعدم اخذ بنظر الاعتبار الشهادة والامكانيات الجيدة، والمشكلة التي تواجهنا هي العمل خارج المنطقة في شركات اهليه حيث لا يمكننا العمل في اماكن تبعد مسافات كبيرة عن البلدة بسبب الانتقادات والنقطة الاخرى هي ان مثل هذه الشركات لا تضمن لنا كما يضمن التعين مستقبلنا، انني كخريجة بعد ان تخرجت فكرت ان اعمل ضمن اختصاصي وان استقر وابني حياتي وعندما لا ارى هذه الاشياء تتحقق فأنني افكر في منفذ اخر ان اسافر الى بلد اخر كي اجد ما اتمناه وهذا الشئ اصبح ظاهرة التهجير ليس التهجير بسبب الامن لكن بسبب عدم توفر ابسط حقوق الشباب .
بعدها تحولنا في اسئلتنا الى الاستاذ جلال جما المهتم في شؤون التربية والتعليم وهو من ابناء بلدتنا القوش ، حيث قال لنا ، ” ان التعليمات بخصوص التعينات تصدر من الوزارة وبخصوص وزارة التربية ففي السنة الماضية كانت احدى الشروط للقبول تعين الذكور بنسبة 70% والاناث 30% والغاية من هذا الاجراء هو لحاجة المناطق النائية والبعيدة الى التدريسيين وعدم تمكن الاناث في التواجد في المناطق اعلاه فضلاً عن ان اجازات الاناث ( الامومة ) تربك العملية التربوية في خصوص وزارة التربية تتم التعينات من خلال اجراء قرعة يحضرها ممثلي من التربية ومجالس الاقضية وفي هذه السنة استعيض عنها بالاستمارة الالكترونية مرتبطة مباشرة بالوزارة، اما في ما يخص الوزارات الاخرى العدد المطلوب غالباً ما يكون قليل جداً بالقياس الى العدد الهائل من الخريجين وهذا يمثل خسارة كبيرة للكفاءات التي لا تجد لها مكاناً في التنمية والخدمات وينسحب ايضاً على ادارة الدولة لتتحمل مسؤولية ضياع هذه القدرات والقضاء على البطالة التي سببت مشاكل كبيرة في المقدمة منها هجرة الشبيبة الى الخارج وانتشار الجريمة بسبب العوز وغياب الاستقرار الامني الذي يشجع على انخراط بعض الشباب في مجالات مدمره وغير مجدية. وعليه ضرورة العمل بالسرعه لخلق فرص عمل تستوعب جميع الاختصاصات والمباشرة في تشغيل المعامل والمصانع والاعتماد على المنتوج المحلي قدر الامكان كما ان غياب العدالة واشتداد الصراع السياسي يسبب حالة من القلق والارباك يجعل الشباب في حيرة من امرها تبحث عن حلول دون جدوى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!