ألقوش تحتضن الحلقة الدراسية الثانية حول الأدب واللغة السريانية للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية
كرم الالقوشي/خاص – خورنة القوش
افتتحت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في الساعة الحادية عشرة من صباح الجمعة 9/12/2011، حلقتها الدراسية الثانية حول اللغة السريانية وادابها تحت عنوان (من اجل تطوير ادبنا ولغتنا السريانية ) والتي حملت اسم الاديب الشهيد المطران توما اودو، في دير السيدة حافظة الزروع بألقوش، بمشاركة عدد من الأدباء والباحثين والمفكرين، وبحضور سيادة الأنبا جبرائيل كوركيس الرئيسا العام للرهبنة الأنطونية الهرمزدية وسيادة المطران توما ايرميا مطران الكنيسة الشرقية القديمة في الموصل ودهوك والمطران افرام داؤد ايشا مطران الشرفية للكنيسة الشرقية القديمة و وفائز عبد جهوري مدير ناحية ألقوش وعدد من الآباء الكهنة والرهبان وعدد من المسؤولين الحكوميين ورؤساء الدوائر الحكومية في ألقوش وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ومجموعة من وسائل الاعلام والقنوات الفضائية.
إستهل الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء أبناء شعبنا، أعقبتها كلمة سيادة المطران ميخائيل مقدسي ألقاها نيابة عنه الأب غزوان شهارة خوري كنيسة القوش، رحب فيها بالحضور الكريم مشيدا باختيار (الشهيد توما اودو) عنوانا لهذه الحلقة كونه من كبار معلمي لغتنا السريانية، وتطرق للتاريخ المجيد لبلدة ألقوش عبر الحقب المتعاقبة وأضاف:”دخلت المسيحية ألقوش قبل ألفي سنة، وتأسست خلال القرون المتعاقبة مدارس شهيرة، وكان مار ميخا النوهدري أول من أسس مدرسة وديرا وكنيسة في ألقوش تخرج منها كبار المطارنة والكهنة والكتاب والأدباء والمثقفين”.
وشكر باسم المطران مار ميخائيل المقدسي القائمين على تنظيم هذه الحلقة في ألقوش.
تفضل بعدها سيادة الانبا جبرائيل كوركيس رئيس الرهبنة الانطونية الهرمزدية بالقاء كلمة رحب في مستهلها بالحضور الكريم منوها باهتمام الرهبنة الانطونية الهرمزدية باللغة السريانية وآدابها، مستعرضا المدارس التاريخية التي أنشئت في بلاد مابين النهرين
تلتها كلمة الأستاذ فائز عبد جهوري مدير ناحية ألقوش الذي اكد على دور هذه البلدة كمدرسة كبيرة لتعليم اللغة السريانية، شاكرا القائمين على إقامة هذه الحلقة الدراسية على اختيارهم ألقوش الذي إن دل على شيء إنما يدل على أن ألقوش هي مدينة الثقافة والعلوم والشهادة، متمنيا للمنظمين والباحثين التوفيق في سعيهم الدائم والمتواصل لنشر هذه اللغة العريقة.
جاءت بعدها كلمة ممثل السريان في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الشاعر هيثم بردى,
ونيابة عن منظمات المجتمع المدني القى الأستاذ غزوان القس يونان كلمة ,وآخر الكلمات كانت للدكتور سعدي المالح المدير العام للثقافة السريانية، رحب في مستهلها بالسادة المطارنة والآباء الكهنة والحضور، مستذكرا عنوان الحلقة الدراسية للعام الماضي (المطران الشهيد ادي شير) وموطنه شقلاوا التي احتضنت يوما من فعاليات تلك الحلقة، ومنوها بألقوش مهد (المطران الشهيد توما اودو) التي تحتضن هذه الحلقة، وهي البلدة العزيزة ذات التاريخ الثقافي والفكري والسياسي، شاكرا أبرشية ألقوش والمطران المقدسي لرعايته الحلقة والأنبا جبرائيل ودير السيدة حافظة الزروع لاستضافته حفل افتتاح الحلقة الدراسية، ودير الفادي وناحية ألقوش.
ألقيت بعدها باقة من القصائد الشعرية لعدد من شعراء شعبنا تنوعت مواضيعها بين التغني بلغتنا السريانية وتاريخ ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ومعاناته، وتناوب على إلقائها كل من الشعراء:الاب قرياقوس حنا البرطلي، لطيف بولا، جنينة جميل حيدو، روبن بيت شموئيل، فائق بلو، نهى لازار، شاكر سيفو، باسل شامايا وبطرس نباتي. توجه بعدها الحضور الى جمعية الثقافة الكلدانية بألقوش، حيث افتتح الانبا جبرائيل كوركيس يرافقه الاب غزوان شهارة وفائز عبد جهوري مدير ناحية ألقوش والدكتور سعدي المالح، متحف التراث الالقوشي بالجمعية الذي اقامته جمعية الثقافة الكلدانية/القوش وفرقة عشتار الفنية/القوش، والذي احتوى مجموعة من الأدوات المنزلية والزراعية التراثية التي كانت تستخدم في البيت الألقوشي، فضلا عن مجموعة تراثية من الكؤوس والصنوج وسواها مما يستخدم في الطقوس الكنسية.
وبعد استراحة الغداء، بدأت جلسات اليوم الاول على قاعة دير الفادي، أدار اولى جلساته الأستاذ بطرس نباتي التي إستهلها الباحث لطيف بولا ببحث بعنوان (توما أودو الشهيد الحي)، قدم فيه الباحث نبذة عن حياة المطران الشهيد توما اودو ونشاطاته الكهنوتية والأدبية واللغوية
أعقبه الاب غزوان المقدسي ببحث بعنوان (مقارنة بين البشطــّا والترجوم الآرامي)
تلاه متي اسماعيل ببحث بعنوان (اللغة السريانية و لهجاتها)، وبعد استراحة قصيرة عاودت الحلقة نشاطها بجلسة ثانية أدارها الأستاذ بنخس خوشابا وكان أول الباحثين بنيامين حداد وبحثه الموسوم (التوفيق بين السريانية الكتابية والسريانية المحكية)،
أعقبه روبن بيت شموئيل وبحثه المعنون السورث (الأدبية) والسورث (المحكية)
وكان اخر البحوث لميخائيل بنيامين وعنوانه (اللهجات السريانية في العراق – دراسة في الخصائص اللغوية – لهجة منطقة نهلة نموذجا)،
واختتمت فعاليات اليوم الأول على قاعة منتدى شباب ألقوش بحفل فني تضمن عرضا للازياء التراثية التي تمثل قرى وبلدات ابناء شعبنا بالتعاون بين مديرية التراث والفنون الشعبية السريانية ونشاطات كنيسة مار كوركيس (اخوية مريم, كشافة مار ميخا الالقوشية-1, جوقة القوش, اخوية محبة وفرح)، بمصاحبة أنغام الموسيقى والمطرب الشاب رهيف جوني، جرى بعدها تكريم الرائد سعيد شامايا لجهوده في المسرح والتعليم ارتجل اثناءه الدكتور سعدي المالح كلمة أشاد فيها بالدور الكبير الذي لعبه الاستاذ شامايا في شتى مجالات الإبداع الفني والفكري سيما كونه احد رواد المسرح السرياني.
في يومها الثاني التي عقدت بدير الفادي ببلدة ألقوش، حيث بدأت في الساعة التاسعة من صباح يوم السبت 10-12-2011 أولى جلسات اليوم الثاني بإدارة الأستاذ روبين بيث شموئيل واستهلها الباحث أكرم بهجت ببحثه الموسوم “تصريف الفعل الثلاتي السالم المتصل في سهل نينوى”, أعقبه الباحث عوديشو ملكو الذي جاء بحثه تحت عنوان “تصريف الفعل في اللغة الآشورية المعاصرة, بعدها كانت هناك عدة مداخلات مثمرة وقيمة أجاب فيها الباحثون على أسئلة واستفسارات المشاركين .وبعد استراحة شاي قصيرة وقبل بداية الجلسات اختار المشاركون لجنة أوكلت إليها مهمة صياغة التوصيات المنبثقة عن الحلقة الدراسية وهم كل من الأساتذة بطرس نباتي وملكو خوشابا ولطيف بولا وروبين بيث شموئيل .
ثم عاود الباحثون جلساتهم وكانت ثاني جلسات اليوم الثاني بإدارة السيدة حنان أويشا حيث بدأها الباحث الأب شليمون ايشو ببحثه المعنون “الآرامية الشرقية المعاصرة الأصول والقواعد”, تبعه الباحث بنخس خوشابا ببحثه الذي حمل عنوان “اختلاف الأفعال بين لهجات شعبنا”, بعد ذلك تليت التوصيات التي خرجت بها الحلقة الدراسية حيث تلاها الأستاذ روبين بيث شموئيل باللغة السريانية ثم تليت باللغة العربية من قبل الأستاذ لطيف بولا وفيما يلي نصها:
عقدت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية حلقة دراسية بعنوان “من اجل تطوير لغتنا السريانية وآدابها” باسم توما اودو في بلدة القوش للفترة من 9 – 10 كانون الأول 2011 .
وقد شارك في الحلقة عدد من اللغويين والأدباء والمهتمين بلغتنا السريانية وآدابها ، وقدمت خلال الحلقة عدد من البحوث والدراسات المختصة وخرج المشاركون بالتوصيات التالية :
1- مواصلة إقامة مثل هذه الحلقات (الندوات) لدراسة لغتنا الأم وتراثها بشكلي كتابتها الشرقي والغربي .
2- ضرورة اشتراك مؤسساتنا القومية والرسمية المختصة بلغتنا وآدابها بهذه الحلقات الدراسية .
3- العمل لتوحيد النشاطات الخاصة باللغة الأم لتطوير لغتنا القومية الأدبية المعاصرة .
4- المحافظة والاهتمام بالخزين اللغوي الذي يتمثل بلغتنا الأدبية المدونة المستخدمة في طقوس مختلف كنائسنا .
5- تم إقرار تشكيل لجنة من عدد من المهتمين والأكاديميين من اجل تطوير لغتنا وحلحلة المشاكل اللغوية التي تواجه باحثينا في مجال اللغة وآدابها
6- العمل على إيجاد الأواصر العلمية مع الجامعات خارج الوطن وتشجيع خريجينا ومساندتهم من اجل تكملة دراساتهم الأكاديمية العليا لنيل شهاداتهم العالية من هذه الجامعات
7- العمل بكل الوسائل المتاحة من اجل فتح قسم للغة السريانية في إحدى جامعات إقليم كوردستان، وفي جامعة الموصل فرع الحمدانية.
8- تعزيز الأواصر الثقافية مع الجامعات والمؤسسات الثقافية التي تهتم بلغتنا وآدابها داخل الوطن وخارجه
9- العمل على إصدار مجلات وإصدارات بلغتنا الأم تختص بأدب الأطفال .
10 – العمل على جمع وتوثيق تراثنا الشعبي من جميع قرانا وقصاباتنا والحفاظ عليها من الضياع .
11-السعي لفتح مجمع علمي خاص باللغة السريانية في الإقليم .
وختاما ارتجل الدكتور سعدي المالح المدير العام للثقافة والفنون السريانية كلمة قال فيها إن هذه الحلقة الدراسية كانت ناجحة وحققت الهدف من انعقادها، وكانت أهم من سابقتها لأن الأبحاث التي ألقيت فيها كانت لها أهمية آنية وتأثير مباشر كما نريد ونتمنى، وأشار إلى أن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية تحاول في عقد مؤتمرات وحلقات دراسية ومهرجانات ان نخرج من عنكاوا إلى مدننا وقصباتنا ومناطقنا الأخرى لإشراكهم في نشاطاتها، وهذا أول نشاط يعقد بالكامل خارج عنكاوا.
وأضاف أن حلقتنا القادمة ستكون في بلدة بغديدا (قرقوش) باسم “بولس بهنام” لنضمن مشاركة اكبر وأوسع من الجميع .
وأكد على متابعة فتح قسم للغة السريانية في جامعات كوردستان مضيفا باننا ندعو لجنة اللغة السريانية إلى اجتماع علمي عاجل كما وندعو لغويينا وأكاديميينا إلى نبذ الخلافات وتأسيس مجمع اللغة السريانية بالتعاون مع الأساتذة واللغويين الآخرين المختصين بالسريانية، كما نتمنى ان نتابع جميعا التوصيات التي صدرت عن حلقتنا الدراسية هذه .
ثم شكر باسم المديرية العامة كل الباحثين والحضور كما وقدم الشكر إلى أبرشية ألقوش الكلدانية والرهبنة الهرمزية في دير السيدة ودير الفادي في ألقوش لاحتضانهم هذه الحلقة الدراسية وإلى جميع منظمات المجتمع المدني لتعاونهم إلى أقصى حد متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.