وقد تضمن برنامج الورشة التي أقامتها منظمة حمورابي لحقوق الانسان (HHRO)، وبالتعاون مع منظمة التضمان المسيحي الدولية (CSI)، محاور مهمة وحيوية ونقاشات مستفيضة من الطلبة ، ساهمت في وضع مقترحات مشاريع وحلول. أستهل برنامج الورشة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحركة الطلابية وشهداء العراق مع كلمة ترحيبية قدمها الطالب فادي ابلحد عجو ، بعدها جاءت كلمة خاصة بأسم الطلبة والشبيبة الحاضرين في الورشة قدمها الطالب جميل صلاح جميل التي أكد فيها على حق الطلبة في الدراسة والتعليم في ظروف سلمية بعيدة عن الخوف والارهاب وتساءل فيها “لماذا نستهدف على الهوية الدينية فعلى الاقل نحن بشر لم نسيء الى أحد وهدفنا الوحيد هو تلقي العلم والمعرفة”. ثم جاءت كلمة السيد وليم وردا رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان، التي أعرب فيها “ان أهداف الورشة هو تمكين الطلبة من الاجتماع والنقاش لبحث التحديات التي تواجههم وتواجه مجتمعاتهم وخلق اجواء مهيئة لتحديد المشاكل التي تعترض حياة الطلبة والبحث عن صياغة مقترحات ومشاريع وحلول لاوضاعهم اليومية، وكذلك رفع وعي الطلبة والشبيبة بحقوقهم والآليات المشروعة في الدفاع عنها”.
فيما تضمنت كلمة منظمة التضامن المسيحي الدولية CSI ، والتي القاها الدكتور ايبنار، التي أكد فيها للطلبة “أن الحقوق تؤخذ ولاتعطى، وأن عليكم أن لاتخشوا من الصعاب فان المستقبل لكم ، أريدكم ان تتحرروا من الخوف، فأن الخوف هو الذي يحطم قراراتكم ويثني من عزيمتكم”، مضيفاً “الوقوف بدون نشاط لايعني السلام والحماية لكم ، بل عليكم العمل وبدون تردد من أجل حقوقكم”.
وتضمنت الندوة محورين مهمين شكلا اساس النقاشات والحوارات، فالمحور الاول كان حول حقوق الطلبة والشبيبة في القانون المحلي والدولي والآليات المشروعة في الدفاع عن حقوقه ، داخل فيه كل من الدكتور ياسين العيثاوي أستاذ النظم السياسية وحقوق الانسان في كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد، والسيدة باسكال وردا وزير المهجرين والمهاجرين الاسبق ومسؤولة العلاقات العامة في منظمة حمورابي لحقوق الانسان، وقد أعرب الدكتور ياسين للطلبة المسيحيين في سهل نينوى “نحن جئنا وقطعنا المئات من الكليومترات وتحملنا الطريق الطويل ومصاعبه لنشعركم أننا معكم ومع همومكم ومن المدافعين عن حقوقكم، مؤكداً ان المسيحيين هم الاصل في العراق وانا لست مع تسمية الاقليات، ففي العراق لايوجد مسألة اقليات بل يوجد عراقيين ومواطنة” وقد تحدث عن ماهية الحقوق وخصائص حقوق الانسان وماهي الضمانات والمضامين الخاصة لحماية هذه الحقوق بما فيها حق التعليم.
فيما أضافت السيدة باسكال وردا في مداخلتها، اين تكمن مسألة الحقوق في القوانين المحلية والدولية وآليات المدافعة عنها.
وقد أكدت “علينا ان نطالب بالحق لانه أساساً مكفول في الدستور بل علينا ان نطالب بحماية الحق من خلال قوانين والعمل على تطويرها وترجمة هذه القوانين والقواعد الدستورية الى واقع ملموس”. كما اضافت “على السلطات استغلال الاليات الدولية في تطوير التعليم اذ هنالك آليات وضعتها اليونسيف واليونسكو، فمثلاً قضية معالجة الطلبة المتسربين من المدارس، فلابد من وجود قوانين تخص التعليم الالزامي، ضمن حدود وشروط معينة، بحيث يخضع أولياء أمور الطلبة تحت طائلة القانون عندما لايرسلوا اولادهم الى المدارس”.
أما المحور الثاني والذي كرس لبحث دور الطلبة والشبيبة في عملية التحولات الاجتماعية والديمقراطية، فقد داخل فيه الدكتور علي مراد أستاذ الفكر في كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد، والتي اكد فيها ” نحن في العراق لم نتربى من قبل على الديمقراطية، حالياً نمتلك بلد ديمقراطي ، لكن ليس فيه نظام ديمقراطي، التحول الديمقراطي يستغرق زمن طويل، الديمقراطية طريقة الحياة، معايشة التحول نحو الديمقراطية يجب ان يتحمله الشباب أمثالكم، كما أكد على ان الحق يؤخذ من خلال المطالبة به وفق القانون وبإرادة جماعية وعمل مشترك، موضحاً للطلبة والشبيبة “لاتبك على حق ضيعته انت بنفسك لانك لم تستطع الدفاع عنه أو تقاعست عن المطالبة به لذا لاتسيء الى الأخرين على أنهم لم يمنحوه لك”.
كما داخل في هذا المحور ايضاً وليم وردا رئيس منظمة حمورابي لحقوق الاسنان الذي أكد فيها “أن على الطلبة أن يدركوا أنهم قوة كبيرة وليست شريحة ضعيفة” موضحاً ان قوة العلم والمعرفة هي أساس القوى الاخرى كالقوة العسكرية والقوة الاقتصادية ، وان الطلبة يشكلون رأس حربة قوة العلم والمعرفة، فالتعليم الجيد والتنشئة الصحيحة والمناهج المتطورة وحرية الفكر والتعبير كلها تشكل عناصر مهمة في تعزيز هذه القوة.
واضاف “ان التعصب والتمييز الديني والطائفية التي تنبذونها اليوم في هذه الورشة ماهي الاّ نابعة من الجهل والامية ، فالمجتمعات الواعية قد تجاوزت الكثير من الامراض التي نعيشها اليوم واستطاعت ان تنظم نفسها على اساس المواطنة والولاء للوطن”.
وقد أدار المحور الأول الطالب جهاد طارق عبد المسيح وكان الطالب جميل مقرراً ، فيما أدارت المحور الثاني الطالبة زينة نوح ، فيما كان الطالب ستيفن نوح مقرراً.
وقد تخلل المحورين تعقيبات واسئلة وجهت من قبل الطلبة والشبيبة للمحاضرين ، وجرت نقاشات مستفيضة لمقترحات الطلبة وهواجسهم.
وقد اعقب المحورين تقسيم الطلبة الى اربعة مجموعات عمل لتناقش كل منها على حدة التحديات والمشاكل التي تواجه الطلبة ، وماهي المقترحات والحلول لها ، والاليات المشروعة لتحقيقها. وقد قدمت المجموعات أربعة اوراق تضمنت رؤية الطلبة للتحديات الاولوية التي يواجهونها والمقترحات الموضوعية التي ينبغي تحقيقها من اجل تطوير أوضاعهم وتحسينها، فكان الهاجس الامني والخوف من الاستهداف من العوامل التي تشكل اكبر التحديات، وكذلك موضوع التمييزوعدم المساواة، بالاضافة الى موضوع المناهج التي يتطلب أعادة النظر فيها بما لاتسيء الى الخصوصيات الدينية والثقافية ، ومشاكل اخرى عديدة ، فيما أكد الطلبة أن الحلول تكمن في توفير آليات حماية أفضل للطلبة في النقل وداخل الحرم الجامعي على أنشاء جامعة في منطقة سهل نينوى باسرع وقت ممكن لاستيعاب أكبر قدر ممكن من طلبة المنطقة ، والعمل على اعادة النظر في المناهج الدراسية ومادة حقوق الانسان، ومعالجة الفساد المستشري.
وفي الختام شكر السيد عادل طوبيا عضو مجلس أدارة منظمة حمورابي لحقوق الانسان في سهل نينوى الطلبة والاساتذة والمحاضرين ومنظمة التضامن المسيحي الدولية، وكل الذين ساهموا في إقامة الورشة، فيما أضاف اليه وليم وردا بأن حمورابي ملتزمة بنقل مقترحات الطلبة في هذه الورشة الى الجهات ذات العلاقة في الحكومة العراقية للعمل على تحقيقها.
………………………………………….. …………….
منظمة حمورابي لحقوق الانسان.