نيريج للصحافة الاستقصائية/ برداء اسود اللون ووشاح يغطي منتصف رأسها وصليب معدني كبير حملته بين يديها، تقف دلال وحيدة في الصف الثاني لكنيسة قلب يسوع الاقدس في بلدة تلكيف، وهي تتلو الصلوات في وداع رفيقتها ناريمان، قبل ان تتقدم بخطوات متثاقلة نحو نعش رفيقتها وتهمس بينما لمعت الدموع في عينيها “ها انت ترحلين بعيدا عن بيوتنا، وكنيستنا، وبلدتنا التي أحببتها”.
تقول دلال (55 عاما) المسيحية التي تعيش في البلدة الواقعة شمال شرقي الموصل “اليوم ودعت رفيقة طفولتي والألم يعتصر قلبي لعدم حضور جميع افراد عائلتها واقاربها لتوديعها الى مثواها الأخير، كان الحضور قليلا فقط غاب الكثير من أحبتها”.
وتضيف: “غالبية العوائل المسيحية بما فيها عائلة ناريمان فضلت البقاء في اربيل بعد تحرير نينوى من سيطرة تنظيم داعش.. اختاروا بناء حياة جديدة بعيداً عن تلكيپه “كنية لتلكيف بالارامية ” منذ تركوها صيف عام ٢٠١٤ عقب سيطرة داعش عليها”.
وتواصل، مبررة عدم عودة الكثيرين الى واحدة من أبرز البلدات المسيحية في نينوى “الدمار الذي لحق بالمدينة وضعف الخدمات فيها هو السبب… حتى المقابرهنا لم تسلم من التخريب فقد جرفها وهدمها داعش، وهو ما أجبر عائلة ناريمان على دفنها في القوش بعيدا حتى عن قبور أهلها”.
تتوقف دلال لبرهة محاولة منع نفسها من البكاء قبل ان تكمل “هذه حال تلكيف تفقد كل يوم احبائها، لم تستعد حياتها السابقة وربما لن تفعل أبداً….هم يغادرونها الى الاقليم او الى خارج البلاد او بالرحيل الأبدي”.
في انتظار استعادة الحياة
مساء كل يوم ولعدة مرات تقف دلال أمام الباب الحديدي العتيق لبيتها، وتتطلع الى الزقاق الذي ولدت فيه ومداخل البيوت التي ماتزال خاوية بلا حياة، ثم تعود الى الداخل مغلقة الباب باحكام، كأنها تقول “لن أتركك أبدا”.
شكل المسيحيون نحو 80% من سكان قضاء تلكيف قبل هجوم تنظيم داعش عليها، وذلك الوجود القوي للمسيحيين يعود الى بداية انتشار المسيحية في شمال العراق حيث ان تاريخ وجودهم يمتد الى القرن الرابع الميلادي.
لكن مع هجوم تنظيم داعش على تلك المنطقة التي تعرف بسهل نينوى وتضم العديد من البلدات المسيحية اضطر سكانها للنزوح الى مناطق اقليم كردستان، وعقب تحرير القضاء من داعش لم يعد غالبية المسيحيين بسبب الوضع الامني والاقتصادي وعوامل اخرى.
ومع عدم عودة غالبية المسيحيين النازحين مجددا الى مناطقهم بسهل نينوى تقلصت اعداد الشعب “الكلداني الاشوري” بتلكيف لتصل نسبتهم الى 3% فقط من السكان الاصليين في القضاء الذي يضم قرى تللسقف، باطنايا، باقوفا، وشرفية.
خلال فترة هجوم تنظيم داعش وسيطرته على تلكيف منتصف حزيران من العام 2014 ، وبعكس بقية المسيحيين، لم تستطع دلال مغادرة منزلها في البلدة التي تبعد عن مركز مدينة الموصل 18 كلم، وبقيت متخفية بمساعدة جيرانها المسلمين لنحو ثلاث سنوات هي فترة حكم التنظيم.
تقول دلال “لم يكن لدي احد من الاقارب فجميعهم غادروا الى خارج العراق، ولم استطع الخروج يومها كما فعل الآخرون فلا مكان يأويني غير بلدتي، آثرت البقاء في البلدة متوكلا على الله وعلى جيراني الطيبين”.
وتضيف :”وجودي الى حد الان على قيد الحياة بعد مكوثي في تلكيف طوال تلك الفترة المظلمة اشبه بالمعجزة… لولا مساعدة المحبين من اخواني المسلمين لكنت الان في عداد الاموات”.
اسباب عدم العودة
قصص ومواقف التلاحم والتعايش الايجابي، والحنين الى بلدتهم وذكرياتهم فيها، لم تقنع معظم المسيحيين بالعودة الى مناطقهم سواء في الموصل أو في سهل نينوى، في مواجهة العامل العامل الاقتصادي حيث ندرة فرص العمل، وقلة الخدمات مع الدمار الذي طال الكثير من البيوت، وفي ظل ضبابية المستقبل.
يقول الناشط بحقوق الانسان ورئيس منظمة “شلومو” كامل زومايا ان “جزؤ من المسيحيين اليوم يعيشون في اقليم كوردستان، فيما جزء آخر ينتظر في الدول المجاورة كتركيا والاردن ولبنان اكمال اوراق قبولهم كلاجئين في أوربا واستراليا وامريكا وكندا للهجرة اليها بشكل نهائي”.
ويضيف: “المستقبل قاتم جدا في العراق لأبناء الأقليات وذلك لأسباب عديدة منها المحاصصة الطائفية وغياب المواطنة، والتي معها أصبحت الاقليات الحلقة الاضعف”.
ويتابع :”الخطاب الديني المتشدد، وحتى المناهج الدراسية التي ترسخ الكراهية والعنصرية ونبذ الآخر، تجعل الأقليات غير المسلمة في خوف ورعب شديد، الى جانب محاولات الاستيلاء على ممتلكات وعقارات المسيحيين في ظل غياب القانون والاستقواء بالميليشيات المسلحة وغياب الدولة في هذا الصراع”.
ويشير زومايا الى ان المسيحيين “يشعور بالأحباط وبحالة من غياب الأمل فالمنطقة غير مستقرة وغير آمنة في ظل الصراع السياسي بين اربيل وبغداد”، مبينا أن مناطق سهل نينوى التي تضم قضاء الحمدانية وقضاء تلكيف وناحية برطلة والبلدات المجاورة لها “خاضعة للمادة 140 للاراضي المتنازع عليها”.
وينبه الى ان “الصراعات السياسية تلك بالاضافة التجاذبات الاقليمية بين ايران وتركيا جعلت من سهل نينوى منطقة غير مستقرة، وفي ظل الوضع الاقتصادي السيء والدمار الذي حصل نتيجة المعارك أصبحت عودة المسيحيين شبه مستحيلة”.
يقول قائممقام قضاء تلكيف باسم يعقوب بلو، ان نسبة النازحين العائدين الى مركز القضاء قليلة جدا فمن اصل 1500 عائلة مسيحية كانت تسكن تلكيف قبل داعش عادت فقط 50عائلة”.
ويرجع بلو أسباب ذلك الى “كثرة القوى الامنية المنتشرة في القضاء، ووجود سجن لاحتجاز الارهابيين (سجن التسفيرات) ومقر محكمة مكافحة الارهاب في نينوى، وفي ظل ذلك الواقع تحولت تلكيف الى ما يشبه المدينة العسكرية الامر الذي اصبح مصدر قلق للمسيحيين”.
ويشكو بلو من تردي الوضع الخدمي في ظل غياب الدعم الحكومي: “لم يصلنا اي تمويل من الحكومة، وما نحصل عليه من المنظمات الدولية والدول المانحة يمكن من خلاله تمويل بعض المشاريع الصغيرة…الدمار الذي لحق بتلكيف كبير ويحتاج دعم وتمويل حكومي جيد لاعادة الحياة من جديد للقضاء”.
على مشارف حدود تلكيف وبمسافة بضعة كليومترات يقع الحي العربي، وهو آخر احياء مدينة الموصل ويضم الكثير من العائلات المسيحية، كانت أم عمر (50 عاما) ترش ازهار حديقة منزلها الملاصق لمنزل صديقتها المسيحية هناء.
تقول وهي تنظر الى منزل جارتها بعيون تملؤها الحسرات :”اعتدت أنا وهناء سقي الحديقة ورش الزهور بالماء عصر كل يوم، ثم الجلوس قبيل المساء في حديقة منزلها او حديقة منزلي. كنا نتبادل الأحاديث هي تحكي لي تفاصيل يومها بالعمل فهي موظفة في جامعة الموصل، وانا اسرد لها تفاصيل يومي الرتيب في المنزل، ونحكي أخبار الجيران وما يحصل في الدنيا”.
وتضيف، وهي تضع زهرة كاردينيا في اناء زجاجي على الطاولة:”افتقدها كثيرا رغم تواصلنا المستمر هاتفياً … لقد فضلت البقاء في دهوك بعد ترحيلهم القسري… بعد التحرير رفضت العودة ما تزال تشعر بالخوف وتخشى ان يتكرر الأمر فالوضع غير مستقر”.
وتتابع وهي تنظر الى الزهرة الموضوعة على الطاولة :”أتذكر هناء كلما تفتحت زهرة كاردينيا جديدة، كانت تحب رائحتها، ليتها كانت هنا فهذا موسمها.. أتمنى ان تعود تلك الايام الجميلة برفقتها، سانتظرها كما كانت تنتظر قدوم الربيع لتجني زهرات الكاردينيا”.
تتردد الكثير من قصص التعايش الاجتماعي بين المسيحيين والمسلمين عبر تاريخ الموصل، كما يتناقل الموصليون الكثير من مواقف التعاطف والدعم من أصدقائهم وجيرانهم المسلمين خلال فترة غزو داعش لنينوى وسيطرته عليها.
يقول موفق (55 عاما) وهو مسيحي من تلكيف:”لولا مساعدة جاري ابو عبدالله، لما تمكنت انا وعائلتي من مغادرة الموصل سالمين، وحتى بعد مغادرتنا واستقرارنا في اربيل حافظوا على بيتي بل وممتلكاتي واموالي التي لم استطع الخروج بها خوفا من مصادرتها على الطريق من قبل داعش …احتفظوا بها في منزلهم ليبعدوها عن ايادي داعش… لن أنسى ذلك أبداً”.
يذكر موفق كيف ان عائلة ابو عبدالله اضطرت الى دفن الصور وبعض المستمسكات والاوراق الثبوتية التي تعود لعائلته في حديقة منزلهم خوفا من ان يفتضح امرهم في مداهمة تفتيشية لداعش.
في حديقة منزل موفق الذي مازال خاليا وأبوابه الداخلية موصدة باحكام، علت الحشائش في كل مكان ونبتت بينها عدة زهور للبابونج وشقائق النعمان، لتعلن قدوم فصل الربيع. وقف موفق يتأملها بعيون تملؤها الدموع قبل ان يتحرك ببطىء ليوصد الباب الخارجي لمنزله ويرسم ابتسامة خجولة على وجهه وهو يقول “كلي امل بأن نعود ذات يوم الى بيتنا، أحن الى تلك الايام التي قضيتها هنا برفقة عائلتي.. ربما تلك الزهور التي نمت متحدية الخراب تخبرنا بأن الحياة يمكن ان تعود من جديد بعد شتاء قاسي”.
ويذكر موفق، ان بعض المواقف التي أبداها مسلمون تجاههم لن تنسى أبدا، بينها ما حصل له عند عودته الأولى لتلكيف بعد تحريرها من داعش لتفقد منزله، حيث رفض سائق التاكسي الذي اقله من كراج اربيل أخذ اي مبلغ منه رغم الحاحه عليه.
يقول:”تبادلنا الحديث طول الطريق عما حصل، وعن أحوال المدينة بعد التحرير، وشردت بعدها وانا استذكر كيف كانت الحياة قبل النزوح، قبل ان توقظني كلمات السائق” الحمدلله على سلامتك استاذ”. فوجئت بوصولنا الى تلكيف، فأخرجت الاجرة من جيبي فرفض السائق ان يأخذها وهو يقول: “قطعت عهدا على نفسي بأني لن اخذ الاجرة من اي مسيحي واعتبرها عربون محبة وتأكيد على رفضنا لما جرى لهم .. وظل يكرر انتم اهلنا والارض ارضنا جميعا عشنا سويا عليها طوال قرون .. والله أمر ترحيلكم كان كالخنجر في خاصرتنا لكن لم نستطع فعل شي وقتها”.
يختم موفق كلامه بتنهيدة عميقة وهو يقول”عشنا مع اخوتنا المسلميين والايزيدين.. لم يكن هناك فرق بيننا.. الفوارق احدثها السياسيون وليس ابناء الوطن”.
تتردد قصص التعايش الاجتماعي بين المسيحيين والمسلمين، في كل أحياء الموصل، لكن ذلك التكاتف الاجتماعي بل وحتى قصص التعايش والتكاتف في فترة داعش وسنوات النزوح لا تبدد قلق المسيحيين على مستقبلهم في ظل وجود نسبة من المتطرفين والمتعصبين ومع هشاشة القانون وسلطة الدولة.
رغم تعلق موفق ببلدته وحبه للعودة اليها وقضاء بقية عمره فيها، لكن ضبابية المستقبل ورغبة عائلته للبقاء في اربيل تمنعه من ذلك، مثله مثل المهندسة المعمارية “أوان” (27 عاما) التي فضلت بدورها عدم العودة الى تلكيف والاستقرار في اربيل بشكل دائم.
تقول “تحررت بلدتي من قبضة الارهاب، لكنها لا تزال تحت قبضة الدمار وعدم الاستقرار، فكيف أعود ؟”.
وتضيف أوان التي تقوم بمزاولة عملها كمهندسة في احدى المنظمات بأربيل ان “فرص العمل معدومة في قرى وبلدات سهل نينوى، الامر لا يمكن تجاوزه فقط بدعوة الناس للعودة في ظل الظروف الراهنة مقارنة مع الوضع في اقليم كوردستان حيث تتوفر فرص العمل، وهناك نوع من الانفتاح الاجتماعي، ويسود الأمن والقانون..الناس اعتادت حياتها الجديدة هنا وأصبح من الصعب عليها التخلي عنها”.
تقلب أوان، البوم صور قديمة التقطت في تلكيف، وهي تمسح دموعها بظهر كفها وتقول:”لم يبقى لنا سوى الذكريات وبضع صور تربطنا بمسقط رأسنا وموطن اجدادنا”.
تشير الى احدى صورها “هذه صورتي في كنيسة قلب يسوع الاقدس والتي تعد ثاني اكبر كنيسة في العراق وعموم الشرق الاوسط، تعرضت بفعل تنظيم داعش للحرق وتدمير معالمها”.
وتتابع “بفضل بعض اهالي مدينة الموصل وتعاونهم مع المسيحيين عادت الحياة الى هذه الكنيسة، بعد قام شباب من اهالي الموصل بالترويج لحملة دعوا فيها اصدقائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في تنظيف الكنيسة وترميمها في الوقت الذي كنت فيه في اربيل كغالبية المسيحيين ولم استطع المشاركة في الحملة التي كانت بمثابة رسالة بان أهالي الموصل متمسكين ببقاء المسيحيين ويرحبون بعودتهم من جديد الى مناطقهم، وبان تنظيم داعش لا يمثل الفكر الاسلامي، وان الاسلام دين المحبة والتسامح .. لتحتضن بعدها الكنيسة اول قداس لها بعد التحرير في 21 يناير 2018”.
يتفق الكثير من المتابعين لواقع المسيحيين، في أن مشكلة عدم عودة المسيحيين الى مناطقهم، لا تتعلق بمخاوف المكونات تجاه بعضها البعض او بغياب التجانس بين المسيحيين والمسلمين او وجود صراع بينهم، بل ترجع الى عوامل اقتصادية وثقافية وامنية أحيانا.
ترى سارة خالد، الباحثة الاجتماعية التي تعمل في احدى منظمات المجتمع المدني في تلكيف، ان التماسك الاجتماعي والتكاتف بين مكونات المنطقة كان موجودا قبل داعش وظل قائما بعده، فعقب تحرير البلدة بدأت حملات التنظيف من قبل ناشطين من مختلف المكونات للمساعدة في اعادة البناء وتشجيع السكان على العودة اليها.
وتؤكد خالد، على أهمية توفر فرص العمل واطلاق عملية الاعمار لتشجيع العودة :”الدمار الذي لحق بالقضاء كبير ويحتاج الى دعم حكومي من اجل اعادة الحياة الى ما كانت عليه”، منبهة الى عدم امكانية الاعتماد على جهود منظمات المجتمع المدني وبرامجها وحدها في اعادة الحياة الى تلكيف وجذب اهلها “فهي تظل ذات نتائج محدودة”.
ويقول الشيخ اسماعيل امام وخطيب جامع شهداء الاقصى في تلكيف، قائلا “المسلمون والمسيحيون أخوة وتجمعنا مصالح مشتركة ولا يمكن لأحد ان ينسف ذلك التاريخ والعيش المشترك على مر العقود، لذا نحن نرحب بعودة اخواننا المسيحين الى اراضيهم ونتمنى لهم الاستقرار والسلام”.
وهذا الكلام يردده غالبية علماء الدين المسلمين الذين يؤكدون على المساواة داخل الوطن، وان تقاطع مع مواقف قلة من قادة الجماعات الاسلامية المتشددة التي ترى ان وجود المسيحيين غير مرحب فيه الا اذا كان في ظل قواعد وتعاليم الدين الاسلامي وليس قوانين الدولة.
دور الكنائس
يقر الشماس سفيان جربوع، خادم كنيسة قلب يسوع الاقدس في تلكيف، بصعوبة عودة المسيحيين الذين غادروا تلكيف اليها مجددا.
يقول ان “عددا من اهالي القضاء استقروا في محافظات اقليم كردستان ويعملون هناك منذ سنوات، لذلك لا يرغبون في العودة، خاصة مع انفتاح الحياة هناك، ونشاط حركة الاسواق التجارية والمولات وتوفر فرص العمل الى جانب الوضع الامني المستقر، لذا فضلوا البقاء هناك”.
ويشير جربوع الى ان الكنائس شكلت لجاناً وهيئات لإدارة المنح والمساعدات الدولية المقدمة من المنظمات والدول المانحة، وكان لهذه الخطوة دور في إعادة الاعمار، وحققت نسب من الإنجاز كان لها أثر جيد، مبينا أن “الأعمار الحاصل لم يكن لينجز تحت سلطة الدولة باضعاف هذه المدة”.
لكن كل الاعمار المتحقق والتعويضات التي دفعت للمتضررين، لا تعالج الا جزءا صغيرا من الأضرار التي طالت المنطقة والخسائر التي لحقت بسكانها الذين فقدوا ممتلكاتهم ودمرت او تضررت بيوتهم.
ذلك الواقع المتعلق بنسب الاعمار المتدنية وقلة الخدمات وهشاشة الأمن وفي ظل تدهور وضع اقتصادي سيء نتيجة قلة فرص العمل، هو ما يثير احباط المسيحيين في تلكيف ويعطل تطلعات عشرات الأسر في العودة الى موطنها.
الى ان يتغير ذلك الواقع، تحرص “دلال” كل يوم أحد، على تلاوة الصلوات مرفقة بالامنيات، وهي تشعل شمعة على أمل أن ينير ضوءها الطريق المظلم ويعود ابناء جلدتها الى منازلهم، وشمعة على روح رفيقتها ولسان حالها يقول: هل سيبقى أحد بعد رحيلي يشعل لي الشموع في هذا المكان ؟
*انجز التقرير بدعم منظمة (cfi) ضمن مشروع “تفاءل” 2020