رغم الاجواء الممطرة، احتفلت كنيسة القوش بعيد شفيعها وحامي بلدتها مار ميخا النوهدري وذلك امس الجمعة المصادف 31 تشرين الاول 2014، حيث أقام سيادة المطران مار ميخائيل المقدسي راعي ابرشية القوش الكلدانية قداسًا احتفاليًا صباحًا في كنيسة مار ميخا.
وفي تمام الساعة الرابعة عصراً أقيمت صلاة الرمش في كنيسة مار ميخا، ثم القداس الاحتفالي المسائي أقامه الأب د.غزاون شهارة خوري الكنيسة بحضور سيادة المطران مار ميخائيل المقدسي وبمشاركة الشمامسة والجوق واعضاء كشافة مار ميخا الالقوشية -1 التي يصادف عيدها كونها متخذه اسم شفيعها، وبحضور جمع غفير من المؤمنين الذين وقفوا وصلوا بخشوع، ورنموا بصوت عالي، وبفرح.
“مزمروخلوخ يا مار ميخا وردا دالقوش مر ريخا”.
بعد القداس طاف المؤمنون يرنمون ويكرمون ذخيرة مار ميخا.
نبذه عن حياة مار ميخا النوهدري
قدم مار ميخا إلى ألقوش لم يكن يحمل شيئاً سوى كتاب الإنجيل، وقد انتشر خبره في الأماكن المجاورة، فجاءوا إليه بمرضاهم ومتعبيهم، فشفاهم جميعاً، وقدموا له الذهب والفضة فقبلها منهم. وقد شعر أهالي ألقوش بحاجة مار ميخا إلى منزل مستقل لسكناه، ولاستقبال الوافدين إليه، كما لمسوا لديه الرغبة في تعليم الشبان والأطفال وتهذيبهم. فقاموا ببناء دير ومدرسة في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية، ليقيم فيها ويؤدي رسالته التي من أجلها قدم إلى ألقوش. ولما كمل البناء قام مار ميخا بتوجيه الدعوة إلى أسقف معلثايا مع إكليروسه لافتتاح الدير وتقديسه، نظراً لأن ألقوش آنذاك كانت تابعة لأبرشية نوهدرا. وقد جمع مار ميخا في مدرسته كل الأطفال وطلاب العلم من ألقوش وأطرافها، واسكنهم في ديره ليعيشوا سوية، وهذا العمل كان يتطلب مبالغ كبيرة من المال. فاستعان بالذهب والفضة التي قدمها له المؤمنين، واشترى بها أراضي زراعية في شرق وغرب ألقوش، وإلى اليوم يوجد في سهل ألقوش أراضي زراعية تسمى ” أراضي القسس “. كما يوجد غرب ألقوش في قرية بندوايا رحى باسم ” رحى مار ميخا “، ومن المحتمل أن تكون من ضمن أملاك دير مار ميخا. وكان يستعين بما تدر عليه هذه الأملاك للصرف على مدرسته واحتياجات تلامذته. وكان مار ميخا قد تنبأ عن قدوم الربان هرمزد إلى ألقوش بالقول: ” إن الله عتيد ليرسل إليكم نسراً عظيماً، يصعد بمقامه فوق الملائكة، ويعشعش بجانبكم في هذا الجبل، ويولد أفراخاً روحية. وكل من يدعو باسمه يطرد منه الرب كل وجع، ويكون له سلطان على مرارة وسم الدبيب القتال. ويسمى هذا الجبل أورشليم العليا، اخرجوا للقائه بفرح “.
وعاش مار ميخا في كوخ صغير داخل الدير الذي بُني في ألقوش مدة خمس عشرة سنة، يمارس الصوم والصلاة والفضائل المسيحية، ويدير مدرسته التي انتشر خبرها في كل الآفاق. وفي أحد الأيام بعد صلاة العصر، جمع الكهنة والشمامسة وطلاب مدرسته، ووعظهم وصلى عليهم، وقدم لهم نصائحه الأخيرة، ثم ودعهم وباركهم. وتوجه بطرفه نحو ألقوش وباركها قائلاً: ” لا يتحكم بكِ عدواً “. وأغمض عينيه، واسلم روحه لخالقها وباريها. ويذكر أن مار ميخا حفر قبره بيده في نفس الكوخ الذي كان يسكن فيه. وقد دفن في نفس المكان، وأقيمت الصلوات على روحه. وكانت وفاته في الأول من تشرين الثاني سنة 429، وقد ناهز المائة والعشرين سنة.