قال سيادته إن زيارة البابا فرنسيس إلى العراق كانت، بدون أدنى شك، حدثاً فائق العادة ومؤثراً جدا، مشيرا إلى أن الحبر الأعظم شعر بالتأثر الشديد لدى زيارته الموصل ولدى رؤيته حجم الدمار الذي خلّفته الحرب، مع العلم أن نسبة تسعين بالمائة من المباني في الموصل تهدمت بما في ذلك المساجد والكنائس. وأوضح سيادته أنه تقرر أن يتم الاحتفالُ يوم الأحد وسط الركام والدمار، وتم تجهيز مكان لاستقبال البابا وكانت من حوله البيوت والمباني المدمرة، كما شاهد الجميع.
وأوضح أنه توجد في المكان أربع كنائس للكلدان والسريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس والأرمن تدمرت بالكامل، ومن بينها كنيسة تعود إلى القرن السابع. وأضاف أنه وُضع وراء البابا صليبٌ من قريةٍ أقدم داعش على إحراقها بالكامل بعد أن غزا المنطقة في العام 2014، ووُضعت على الصليب قماشة حمراء وبيضاء ترمز إلى القيامة، موضحا أن ما دمّره داعش وأحرقه تمكن شباب الموصل، وبالتعاون مع المسلمين، من إعادته إلى الحياة. وقد تأثر العالم كله أمام تلك المشاهد، كما قال سيادته، لافتا إلى أنه شاهد الدموع في عيني البابا. تابع المطران ميخائيل حديثه مؤكدا أن الرسالة الأولى التي شاء البابا أن يوجهها إلى العراقيين، ومن خلال العراق إلى العالم كله، هي أننا جميعنا أخوة، وأن الأخوة لا تعرف حدودا. يمكن أن تكون أفكارنا وميولنا مختلفة عن بعضها البعض، لكننا نبقى أخوة في الإنسانية. وأوضح أن شعار الأخوّة هذا ردده جميع العراقيين على اختلاف انتماءاتهم: الشيعة والسنة والأكراد والصابئيون والمندائيون والأيزيديون، والمسيحيون. ومن خلال زيارة البابا التاريخية تمكن العالم من رؤية الوجه الحقيقي للعراق، الذي هو وجه الأخوّة. وروى سيادته أنه سمع مسؤولين مسلمين يقولون عن البابا إنه رجل روحي، يعرف كيف يتكلم، إنه إنسان يترك السلام حيثما ذهب. وأضاف أن البعض قالوا من باب المزاح “نتمنى أن يكون لنا رئيس كالبابا”. كما أن رئيس البلاد صالح قال للبابا ممازحا إنه يأمل أن يبقى في العراق لفترة أطول كي تبقى البلاد نظيفة، خصوصا بعد أن تم تنظيف المدن والشوارع والبيوت لمناسبة الزيارة. وقال سيادته: لقد رأينا الأطفال المسلمين يرقصون حاملين أعلام العراق والفاتيكان. وفي الموصل خرج ستة آلاف تلميذ من مدارسهم لينزلوا إلى الشارع ويصفقوا ويرقصوا. مضى رئيس أساقفة الموصل للكلدان إلى القول إن زيارة البابا إلى العراق هي بحد ذاتها كنز، لكن يتعين على الروح القدس أن يلامس قلوب الناس المنتمين إلى مختلف الديانات، بعدها يقوم هؤلاء الأشخاص أنفسهم باكتشاف الكنز الذي تركه البابا. وتوقف سيادته عند نداء البابا الداعي إلى إسكات الأسلحة ووقف أعمال العنف. وقال إنها شعارات رائعة، إننا جميعا أخوة في الإنسانية، كفى للتقاتل فيما بيننا، لا بد أن نعيش معاً. كما ينبغي أن تأخذ الديانات مكانتها كي تترسخ هذه الشعارات في أذهان الناس. |
ختم رئيس أساقفة الموصل للكلدان المطران نجيب ميخائيل حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مشيرا إلى أن بعض الأشخاص قالوا له إنه عندما يتكلم البابا يبدو كأنه ملاك يتكلم، وهذه هي الشهادات التي يسمعها غالباً من الناس. وروى أنه التقى ببعض القادة العسكريين العراقيين الذين أكدوا له أن كلمات البابا فرنسيس تركت أثرا كبيرا في قلوبهم وعقولهم، مضيفين أنه حقاً “رجل الله”، وكلّ ذلك يحمل على الأمل في مستقبل المنطقة.