درب الصليب الحيّة في القوش

Khoranat alqosh27 مارس 2009798 مشاهدةآخر تحديث :
درب الصليب الحيّة في القوش
خـــاص / خــورنة القوش

يصبح للألم معنى مفهوم, وبُعد حياتي عميق داخل الإنسان عندما يعيشه ويختبره. لان الألم ينقش في القلوب حكم وذكريات من الصعب محوها أو تجاهلها. والألم يعتبر كتلك النار التي يصفى بها الذهب، وبه يصبح الإنسان شفافا أو عاريا عن كل قناع أو شخصية مزيفة يُلبِسها إياه الزمن أو الحياة، فيكون بمواجهة صادقة وصريحة مع ذاته ومع الله. انطلاقاً من هذه القناعة نظمت كنيسة القوش مسيرة حية لمراحل درب الصليب على سفح جبلها الجميل الذي تزينه أزهار الربيع وخضاره, لخلق مجال أو فرصة أمام المؤمن ليعيش ويرافق المسيح في مسيرة آلامه نحو جبل الجلجثة.
بعد أن تجمع أهالي القوش الساعة الثالثة والنصف ظهراً من يوم الجمعة 27/3/2009 عند سفح الجبل وبالضبط في الموقع الذي يحتضن القوش والذي هو سور منيع يحميها من الكوارث الطبيعية ويقيها من الظروف الأمنية الصعبة، انطلقت المرحلة الأولى من المراحل الأربعة عشر لمسيرة صليب مخلصنا إلى الأخيرة التي انتهت في قمة الجبل حيث اسم القوش منقوش في قلبه. هناك أمام هذه الكتابة صُلب مَن مثّل دور يسوع, للإشارة الى أن حقيقة الصلب حاضرة أمامنا كل لحظة وهي تقوينا وتشجعنا لتحمل آلامنا وأحزاننا وخاصة القوش التي عانت كثيراً. كذلك للإشارة الى أن اننا سنبقى شهوداً لحقيقة الصلب التي تكللت بالقيامة، فتكون القوش كما كانت، وبأذن الله ستبقى، النبع الأصيل الذي أعطى ويعطي رعاةً وقادة دافعوا عن إيمانها ومبادئها.
رافق المسير جمهور كبير من الناس الذين سالت من عيونهم دموع الحزنً والألم للمنظر البشع والمزدري الذي ظهر به مَن مثّل دور يسوع, وكانوا بين كل مرحلة يرتلون الأبيات الخاصة لهذه المسيرة بعد تعليق جميل مكتوب عن المعنى الإنساني للألم وأبعاده في مفاصل حياتنا الواقعية, وما تحمله كل مرحلة من تعليم وحكمة. اشرف على هذا العمل الآباء (أميل شمعون نونا و سلار سليمان بوداغ) وكان تحقيقاً لفكرة المخرج الكبير الأستاذ جلال اسطيفو جما والأستاذ باسل شامايا, حيث بذلوا جهوداً جبارة وبوقت قصير اخرجوا ما لم يكن بالحسبان. شارك في أداء ادوار هذه التمثيلية نخبة من رجال وشباب وشابات القوش حيث ابدوا حماساً وغيرة رائعة وأبدعوا في أداء أدوارهم. ولكي لا نطول في ذكر أسمائهم جميعاً نذكر اسم الشاب الذي اتخذ دور يسوع وهو الشماس هديل صباح كوزا المبدع والفنان الذي حاول قدر الإمكان إعطاء الوجه الصحيح لشخصية يسوع في هذه المرحلة من حياته.
نشكر كل من ساهم في انجاز هذا العمل الجبار ابتداءاً من المخرجين والمشرفين ومروراً بالممثلين والمنظمين وصولاً إلى الشعب الذي ساعدنا في التزامه وهدوءه في سير هذا العمل بشكل صحيح وناجح.
وقبل كل هذا نشكر الرب على هباته لنا ومواهبه التي استطعنا أن نستغلها في نشر كلمته ورسالته فرجائنا به وقوتنا منه وإيماننا به.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!