البطريرك ساكو يوجّه رسالة الى دولة رئيس الوزراء العراقي

Khoranat alqosh3 يونيو 20211364 مشاهدةآخر تحديث :
البطريرك ساكو يوجّه رسالة الى دولة رئيس الوزراء العراقي

دولة رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي المحترم

تحية طيبة

إن ما شاهدناه في الاسبوع الماضي كان موجعاً ومقلقاً جداً مهما كانت المسببات، ممَّا دفعني أن أوجه الى دولتكم هذه الرسالة الخاصة والصريحة، والنابعة من صدق محبتي للعراق.

دولة الرئيس،

إن ضمان الاستقرار في العراق يقوم بإتّخاذ خطوات ملموسة وشجاعة للاتفاق على شكل الدولة. ان المشكلة البنيوية هي انه لم يتم حتى الآن واقعياً الاتفاق على شكل الدولة، أو لا توجد القناعة عند معظم السياسيين بدولة نظامية، يكون فيها الولاء للوطن وحصر السلاح بيد الدولة دفاعاً عن سيادتها المطلقة. ما هو شكل الدولة واقعياً وليس نظرياً في العراق؟ هل هو فيدرالي، ديمقراطي ، مدني، ديني ..الخ؟ في اعتقادي لا يزال الموقف غامضاً ومعقداً جداّ.

ان المعضلة هي في شكل الدولة وليس في تشكيل الحكومة حيث يمكن الاتفاق على الحكومة، لكن يبقى كل طرف محافظاً على دولته وسلطته ومصالحه. يبدو أن كل مسارات المصالحة متوقفة الى حد الآن. والكلام عن حوار مفتوح أراه غير مجدٍ من دون وجود إرادة سياسية ووطنية مسؤولة، لبناء علاقات جديدة صادقة للتعاون في تحقيق المساواة بين جميع العراقيين وضمان حقوقهم ومساواتهم وتوفير الخدمات لهم. هذا يحتاج الى الاتفاق على شكل الدولة والدستور والنظام. سياسيونا يحتاجون أن يكونوا إنسانيين ووطنيين وساعين الى السلام والمحبة كما أكّد البابا فرنسيس خلال زيارته. ثمة شعور بتأجيل الانتخابات أو عدم اجرائها. أرى اذا اُجريت هذه الانتخابات ولم تكن لصالح بعض الاحزاب السياسية فلن يقبلوا بنتائجها، ويرجع البلد الى المربع الاول.

دولة الرئيس،

بعد 18 سنة من زوال النظام، وتفاقم الأزمة السياسية والأمنية والإقتصادية والصحية، على السياسي العراقي ان يطوّر فكره ويجدد إنتماءه والتزامه بخدمة شعبه. هذه الرسالة النبيلة ينتظرها المواطن بفارغ الصبر.

اتمنى من دولتكم المؤقرة ان تعملوا على دراسة هذه النقاط التي ذكرتها مع الرئاسات الاخرى والبرلمان.

مع دعائي وتمنياتي بدوام الصحة والسلام و النجاح

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!