الكاردينال لويس ساكو
حضر اللقاء كل من الكاردينال ميكيل ايّوسو، رئيس المجلس البابوي لحوار الاديان، القاضي محمد عبد السلام رئيس اللجنة العليا للاخوة الانسانية والسيد ارنيستو اوتون لاميريس ممثل عن منظمة الامم المتحدة، ووزيرة التسامح في دولة الامارات العربية ومن العراق: د. حسن ناظم وزير الثقافة والسيد د. جواد الخوئي النجف والشيخ د. عبدالوهاب السامرائيي من المجمع الفقهي السني بغداد والاب اوليفييه بوكيون الدومنيكي من اربيل.
اليكم مداخلة الكاردينال لويس ساكو
شكراً للجنة العليا للاخوّة الانسانية التي نظمت هذا اللقاء الافتراضي وآمل ان نتوصل إلى رؤية وخطة عمل لتنفيذ ما اشار اليه البابا فرنسيس في خطاباته ولقاءاته خلال زيارته للعراق.
وسط ما تعيشه المنطقة من صراعات وحروب وتيارات متطرفة وتبعات جائحة كورونا، جاءت زيارة البابا فرنسيس التاريخية الى العراق 5-8 آذار 2021 لتحمل رسالة واحدة مؤثرة هي: كلنا اخوة متنوعون، وعليه يجب ان نحترم تنوعنا ونتضامن لنبني مجتمعاً أفضل. البابا شدد على ان تصمت اصوات الاسلحة ولا أحد يجب ان يقتل الاخرين باسم الله، لكي نسير على طريق تحقيق السلام والاستقرار والحرية والكرامة لكل انسان، كاساس للعيش المشترك.
اليوم وبعد مرور ثلاثة أشهر على الزيارة، أوَد ان اقدم ثلاثة مقترحات عملية لترجمة رسائل البابا للعراق والمنسجمة مع وثيقة الاخوة البشرية الموقّعة في أبو ظبي بينه وبين شيخ الازهر د. احمد الطيب، وايضاّ مع قول المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني“نحن جزء منكم وانتم جزء منا”.
- دور رجال الدين. لا يمكن تجاهل اهمية دور رجال الدين في توجيه سلوك الناس والإرشاد. ثمة ضرورة ملحة لتجديد الخطاب الديني ليتلاءم مع الواقع الحالي للتنوع والتعددية الدينية والقومية في منطقتنا مما يساعدنا على الخروج من الموروث القديم لكي تغدو الديانات جسراَ للتفاهم والاحترام المتبادل والمصالحة والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
- دور التربية. ثمة حاجة ملحَّة لإعداد منهج موحد مشترك يعرّف الديانات في المنطقة خصوصاً المسيحية والاسلام، يؤسّس على تعليم أصول الديانات والقواسم المشتركة والقيم الروحية والاخلاقية. مثل هذه التربية قادرة على إحتضان التنوع والتعددية وتساعد على بناء علاقات قوية للتضامن والتعاون بين المواطنين.
- دور السياسيين. حان الوقت للسياسيين ان يطوّروا فكرهم ورؤيتهم، ويجدّدوا انتماءهم لشعبهم والتزامهم بخدمته. عليهم ان يكونوا أوفياء لهذه الرسالة النبيلة التي ينتظرها المواطن بفارغ الصبر. اتمنى ان يميز الدين عن السياسة وان تكون هناك دولة مدنية تقف على مسافة واحدة من جميع مواطنيها.
في الختام أوَد ان اُشير بارتياح الى ما قامت به دولة الإمارات العربية في مجال التسامح الديني والثقافي والاجتماعي وتأسيس وزارة خاصة بالتسامح. وبدأت الحكومة بِسَنّ تشريعات تتلاءم مع الواقع الديني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه المجتمع المعاصر خصوصا ما يتعلق بقوانين الاحوال الشخصية. على الدول الاخرى ان تعمل المثل.
شكرا