الشاعر ( الاب الفاضل يوسف عبيا الالقوشي )

Khoranat alqosh30 ديسمبر 2017718 مشاهدةآخر تحديث :
الشاعر ( الاب الفاضل يوسف عبيا الالقوشي )

منذر كله – القوش

المقدمة “
من خلال مطالعتي للسيرة الذاتية للقس يوسف عبيا تبين انه كان كاهنا مؤمنا شديد التعلق بكنيسته وطقسها وبالمؤمنين وبلدته القوش ووالديه اللذين كان لهما الابن الوحيد ، شاعرا موهوبا ملهما ينظم الشعر باللغة السريانية ، ألف عشرات القصائد والاناشيد والترانيم والمدارش والمدائح والمراثي ، واعظ مبدع في مجال الخطابة والموعظة وباللغة السريانية الفصحى والسورث المحكية متمكنا من شد وجذب انتباه الحضور اليه بقوة لبلاغة موعظته واسلوبه الشيق واسترساله في الوعظ بسلاسة .
القس يوسف عبيا كاهن تقي ورع ، مرشد سديد ، مربي صالح ، اب مثالي ، وشاعر مبدع
ذلك هو القس يوسف عبيا الالقوشي ، طوبى لك القوش وانت ترصعين سماءك بمثل هكذا نجوم نيّرة
شغل الناس وملاء الدنيا بنشاطاته المختلفة وحضوره الاجتماعي ،
تاريخ حياته كتبه سنة 1961 بنفسه ( نستنبط منه )
انا القس يوسف عبيا ولدت في البلدة المباركة القوش بلدة النبي ناحوم (سنة 1880م ) من ابوين كلدانيين كاثوليكيين . والدي هو هرمز بن توما عبيا ووالدتي هي سارة بنت سمعان كادو .
في سنة 1899م رشحت من قبل مثلث الرحمة مارعبد يشوع خياط بطريرك بابل على الكلدان لألتحق بالمعهد الكهنوتي البطريركي في الموصل وفي نفس السنة رسمت شماسا قارئا من قبل مار عبد ايشوع ا نف الذكر
في سنة 1902رسمت شماسا ( هوبديقانا ) من قبل مار عمانوئيل توما بطريرك بابل على الكلدان
في سنة 1905 تزوج من كترينا بنت ياقو طهو هومو ورزقت منها اربعة بنين وثلاث بنات هم روفائيل وحنا وحبيب وابراهيم ، والبنات مريم واستر وسارة .
تخرجت من المعهد الكهنوتي سنة 1904م ، وفي تلك السنة اصبحت معلما ومدرسا في مدرسة القوش حتى بداية سنة 1908. وفي تلك السنة ايضا رافقت القس كوركيس ابونا الى قوجانس ورسمت شماسا انجيليا ثم كاهنا سنة 1908 م ويستطرد قائلا عدت الى القوش مع زميلي القس حنا ابونا ، وبتو صارو ابونا . وبسبب اعتناقي المذهب النسطوري اضطهدت من قبل السلطة والقرية كليهما ، وفي شهر تشرين من سنة 1908 م استدعيت من قبل ماراسطيفان جيري المدبر البطريركي واستجبت لدعوته وتوجهت الى الموصل واطعت كلامه ورجعت الى حضن كنيسة روما الكاثولكية وانا نادم من اعماق قلبي وفكري وارادتي ومكثت في القلاية البطريركية الى شهر ايلول 1911م وصعدت الى القوش وهناك ارسل لي البطريرك ترخيصا لمزاولة الخدمة الكهنوتية وقدست القداس الاول في دير السيدة 16 تشرين الاول سنة 1911 م ،
في بداية تشرين الثاني ارسلت الى قرية النصيرية في مقاطعة الشيخان وزاولت الخدمة الكهنوتية هناك حتى سنة 1916 م وعدت الى القوش بسبب الخوف والسلب والنهب الذي عم القطر خلال الحرب العالمية الاولى ومكثت في القوش وانا اقدس في دير السيدة حتى سنة 1917 م ، وعندما كان مار فرنسيس داويذ مطران عمادية وشمكان مقيما في دير الربان هرمزد بامر السلطات المدنية اختارني للخدمة في قرية بيبوزي ومارست الخدمة الكهنوتية فيها الى سنة 1920 م وبعدها عدت الى القوش وفي الموصل التقيت في نفس السنة في مقر البطريركية الكلدانية بمار فرنسيس المذكور وطلب مني العودة الى ابرشيته ورجعت الى قرية تلا في منطقة شمكان من سنة 1920م الى 1923م وبعدها عدت الى القوش وبقيت فيها الى سنة 1927 م .
وفي نفس السنة ( 1927) ذهبت الى قرية ملا بروان في منطقة نافكور وفي سنة 1930م عدت الى القوش .
الف تراتيل واشعار ومداريش وتراجم كثيرة منها “
ماركوركيس و(سيف القوش ).والحرب الكونية بلغة السورث ،مع قصائدومدائح وتراتيل بالسورث ايضا وقصيدة في مدح مارعمانوئيل البطريرك واخرين واشعار اخرى على الحروف الابجدية التي تبدا بحوف الب وتنتهي بتاو تكتب بالسورث .
وفي مجال سيرته الذاتية ايضا عثر الاب بطرس حداد على مخطوطة بخط يد القس في الخزانة البطريركية في بغداد بتاريخ 10/11/1993عن سيرته الذاتية ،
وعن ولادته ونسبه ” تم العثور على مدونا في دفتر عماذ قديم في كنيسة القوش يذكر انه تم عماده في 27 /8/ 1880 م على يد القس عوديشو كدو ، وكان عرابه الشماس دانيال جما – القس اسحق جما فيما بعد .
والده يدعى هرمز رجل متدين ومتواضع كان يعمل حائكا ووالدته تدعى سارة سمعان كادو ،
كان يوسف الابن الوحيد بين اربع بنات هن ” مريم ، صلحة ، كتي ، مكو
ولهذا السبب كان لوالديه بعض التحفظ من ان يصبح كاهنا ويمنع من الزواج وينتهي نسبه الى الابد .
أن عائلة عبيّا من العائلات العريقة في القوش ، حيث تنتسب الى عائلة _ رابي رابا _ التي انجبت القس اسرائيل رابا المشهور بتآليفه ورعايته لمدرسة القوش ، حيث تخرج منها عدد كبير من الكتبة والخطاطين الذين حافظوا على اللغة السريانية .
طفولته “
ترعرع الطفل يوسف في كنف عائلة متدينة علمته المواظبة على الذهاب الى الكنيسة منذ نعومة اضفاره ، حيث كانت الكنيسة آنذاك عامرة بقسسها وشمامستها وأكليروسها ، كان عدد الكهنة يربو على العشرة والشمامسة يملأون جنبات الكنيسة ، تعلم على يد اساتذة غيورين في الكنيسة والمدرسة التي وضعت اللبنة الاولى في نفس وعقل هذا الفتى ،وخلفت لديه الرغبة في الانخراط بالمسلك الكهنوتي ،هذا فضلا عن رغبة والديه الشديدة في ان يصبح يوسف كاهنا .
رسامته الكهنوتية “
كان الاب يوسف لايفارق الكنيسة يخدم فيها ليل نهار ، وينتظر الفرصة المؤاتية ليرسم كاهنا ، ولمّا يئس من تحقيق هذه الرغبة ، اضطر للانضمام الى القس كوركيس ابونا وذهابهم الى قوجانس ليرسم كاهنا من قبل بطريرك النساطرة (مار شمعون بنيامي)3 يوم الاحد 19 نيسان سنة 1908 ،وبعد رسامته لم يمكث هناك اكثر من تسعة اشهر ، حيث عاد الى حضن الكنيسة الكاثوليكية في خريف سنة 1909 م مقدما الطاعة .
خدمته الكهنوتية “
خدم القس يوسف عبيا في القوش ودير السيدة ومناطق وقرى نائية ومنها النصيرية ……؟ وقرية بيبوزي …… وقرية تلان ….. ودير السيدة …. ليعود ويستقر في القوش من سنة ( 1930-1962) وفي بغداد (1962 –1965) وفي 2/7/1965 انتقل الى الاخدار السماوية ،
القس يوسف يعود ويستقر قي القوش (1930-1962 )
جاء الى القوش وهو ممتليء همة ونشاط تحدوه الرغبة الشديدة الى الهدوء والاستقراربعد ان عانى الكثير من المصاعب خلال 22سنة من رسامته متنقلا بين القرى والارياف والمناطق النائية ، ولما وجد نفسه في القوش بين اهله ومعارفه انتشت نفسه وامتلات غبطة وحبوراً ، وارتاحت افكاره وهدأت ، وفارقه ذلك القلق والاضطراب .
ففي سنة 1935م قام ببناء دار سكني له واختار موقعا في اقصى شمال القوش في الجبل بين الصخور رغبة في السكن في نفس المكان الذي سكنه اباءه واجداده وهذا المكان بالذات هو محل بيت القس( اسرائيل رابا )انطلاقا من اصالته وشدة تعلقه بابائه واجداده .
تمكن القس يوسف عبيا ان يثبت وجوده في القوش ومكانته المتميزة بين كهنتها ومتعلمي اللغة السريانية الفصحى ، حيث كان يعتبر مرجعا لهذه اللغة وفقها ، فاذا اختلف اثنان على امر في اللغة كانا يرجعان اليه ليفصل بينهما ،
لقد زامل القس يوسف عبيا عددا كبيرا من القسس وخدم معهم في كنيسة القوش ونذكر منهم المطران ايليا ابونا ، القس حنا ابونا ، القس اسخريا كوكي ، القس اسحق جما ، القس اوراها شكوانا ، القس ايليا هومو ، القس يوسف نيسان ، القس فرنسيس حداد ، القس جبرائيل حنينا ، القس ابلحد عوديش و القس افرام بدي ( المطران افرام بدي فيما بعد ) القس يوسف بابانا ( المطران يوسف فيما بعد ) ، القس كورئيل قودا المطران كورئيل قودا فيما بعد القس هرمز صنا والقس يوحنان جولاغ والمطران ابلحد صنا عاش معه لاشهر معدودة .
ان ذكرى (رابي ايسف) كما كان يحلو لاهل القوش تسميته مقرونة بتلك المواعظ التي كان يلقيها في كنيستها والتي بقيت اصداؤها ترن في اذان سامعها وصورته محصورة في مخيلتهم وهو واقف امام المذبح كالطود الشامخ ، وصوته يجلجل في جنبات كنيسة مار كوركيس العتيدة ، ومهما تقادمت السنون سيبقى (رابي ايسف) خالداً لالقوش بمواعظه، وهكذا خدم حوالي اثنين وثلاثين عاما في القوش حتى جاوز الثمانين من العمر فادركته الشيخوخة وانتابته الامراض فطلب من رؤسائه السماح له بالانتقال الى بغداد ليخلد هناك الى الراحة في كنف اولاده .
القس يوسف عبيا (الواعظ)
اشتهر القس يوسف عبيا بوعظه الجيد وتاثيره في سامعيه واكتسب سمعة طيبة في هذا المجال من خلال المواعظ التي كان يلقيها في كنيسة القوش في مناسبات عديدة على مدار السنة منها احاد الصوم ، الجمعة العظيمة ، الاعياد المختلفة كعيد القيامة وعيد الميلاد وغيرها ، كانت الكنيسة تعج بالمصلين عندما يعلمون ان الواعظ هو القس يوسف عبيا . قال المرحوم الخوري هرمز صنا في هذا المجال “
كان القس يوسف عبيا واعظا جيدا يؤثر في سامعيه ، ويلعب بعواطفهم كيفما يشاء ، ولما كنت تلميذا في المعهد الكهنوتي ، وعندما استمع الى مواعظه خلال العطل في كنيسة القوش ، اتعجب بقابلياته وانبهر به ، واقول في نفسي : هل ياتي يوم واكون انا ايضا واعظا ناجحا مثله ؟
نتاجات القس يوسف عبيا الادبية “
لقد كان القس يوسف عبيا غزير الانتاج ، وخاصة في مجال نظم الاشعار باللغة السريانية الفصحى ، والسورث ، وفي مختلف المناسبات ، حتى انها انتشرت بين العامة وحفظها الناس ورددوها ، وان معظم قصائده مخطوطة بخط يده ومحفوظة في ادراج مكتبته ، واذكر بعض القصائد والاناشيد والترانيم منها : قصيدة مدح ( قولاسا اثعلي بشوحا ) قصيدة الراهب المتوحد ( دزركاثا دربن حيذايا ) ترنيمة لمار ميخا النوهدري ( قالا تا مارميخا ) نشيد عيد الصليب ( زومارا لايذا دصليوا ) قصة الحرب الكونية ( تشعيثا دشري ربثا ) اناشيد القيامة بثلاثة اجزاء ( شورايي دثيمتا ) قصة ماركوركيس الشهيد قصيدة سيف القوش ترانيم لمار قرداغ ( بالسورث ) قصيدة الام المسيح نشيد الام المسيح مديح لعيد الربان هرمزد ( بالسورث ) وعدد كبير من القصائد والاشعار لايسع المجال لذكرها ،
وفي قصيدة مدح بعنوان ( سما بالمجد ) تعتبر قطعة فنية رائعة حيث تشمل اثنين وعشرين بيتا على عدد الحروف الابجدية السريانية وكل بيت يبدا بحرف من حروفها وحسب التسلسل الابجدي ( الب ، بيث كمل ، دلث الى اخره ) كما انه راعى الوزن والقافية ، فوضع للقصيدة قافية واحدة وهي ( تاو )
قصيدة الراهب المتوحد
قصيدة سيف القوش
مديحة لعيد الربان هرمزد
المصادر
كتاب ( مباخر وبخور ) للشاعر القس يوسف عبيا ، وهومن اعداد وتقديم ( نوئيل قيا بلو)
اشور المسيحية جان فييه
ملاحظة ” اقدم خالص شكري وتقديري للاخ سلام نيسان الذي ساعدني في كتابة هذه المقالة و للمعلومات التي قدمها لي لكون الاب عبيا جد الاخ سلام من امه ، ولاهدائه كتاب مباخر وبخور الذي اعتمد عليه كمصدر مهم للمقالة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • الشماس الانجيلي قيس سيپي
    الشماس الانجيلي قيس سيپي 23 ديسمبر 2023 - 7:47

    زميلي العزيز منذر الجزيل الاحترام، نحن تربينا في القوش قبل أكثر من نصف قرن وكان فيها الكهنة والشمامسة الفطاحل، لم نسمعهم يوما ان قالوا لغة سريانيةـ فمن اين اتيتم بهذا الاسم؟ اللغة كانت وسيبقى اسمها اللغة الكلدانية (گشما) او ان اردت ان تسميها الفصحى واللهجة الدارجة كانوا يسمونها بالپشطتا، فمن قال ان اللغة هي سريانية؟ من هم اصحاب القومية السريانية ليكون لهم لغة؟ ان كان يوما فرضها علينا البعث في ضرف كنا نبحث عن اي موطيء قدم يذكرنا في الدستور فهذا موضوع آخر, وان كان المؤتمر القومي في ٢٠٠٥ قد قرر بان تكون القومية الثلاثية والثقافة سريانية ، فهذا موضوع آخر ولد ميتاً. اذن ليس أمامنا الا الثبات على اصالتنا و اسم لغتنا الاصلي (الكلدانية) ولا نتنازل عنها باي ثمن . فاتمنى ان تعيد النظر في مثل هذه الكتابات ولا تنجرفوا في سيل المستفيدين من محاولاتهم البائسة في الغاء اسمنا الجميل الاصيل. ولكم مني اجمل التحيات والامنيات في التوفيق والنجاح في ايام ولادة مخلصنا وفادينا يسوع المسيح والسنة الميلادية الجديدة.

عاجل!