اعلام البطريركية
تحتفل الراهبات بنات مريم الكلدانيات ببدء اليوبيل المئوي لتأسيسهن 7 آب 1922 في بغداد. وترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس الاحتفال صباح السبت 7 اب 2021 في كاتدرائية مار يوسف الكرادة ، و عاونه عدد من الاساقفة القادمين من الخارج للاشتراك في السينودس الذي سينعقد في 9-14 وعدد من الكهنة والراهبات وجمهور من المؤمنين. واستذكر غبطته نكبة تهجير المسيحيين من الموصل وبلدات سهل نينوى في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات. كما طلب الصلاة من اجل السينودس الذي يعقد صباح الاثنين9 اب.
اليكم عظة غبطته
تهاني الشخصية، وتهاني الاساقفة الخالصة مع التبريكات لجميع الاخوات الحاضرات والغائبات على بدء يوبيلكن المئوي، مائة سنة لتأسيس هذه الرهبانية البطريركية العزيزة، والتمنيات لكن بالصحة والسلامة.
صلاتنا اليوم هي فعل شكر لله على كل النعم التي سكبها على الكنيسة والمجتمع من خلال مؤسساتكن التعليمية والتربوية، وخدمتكن المتفانية، كما نصلي من اجل ادامة هذه المؤسسة الحيوية وتقدمها.. تأسيسها من قبل الابوين فيليبس شوريز وانطون زبوني في 7 آب عام 1921 ، يعدّ مبادرة نبوية بكل معنى الكلمة…
القراءات التي سمعناها من الكتاب المقدس، تكشف لنا حضور الله وبركته وخلاصه. فقول انجيل لوقا “طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها” ( 11-28)، دعوة للمسيحي وبشكل متميز المكرس الى ان يكون شاهد الايمان بحياته. السماع في الكتاب المقدس، يعني الاصغاء بصبر، والتطبيق المطيع، بينما الحفاظ يعني الاندماج عبر الصلاة الشخصية والليتورجية. هذا ما دفع بولس في القراءة الثانية الى التصريح: من يفصلني عن محبة المسيح” (رومية 8-35)؟ و “من اجله اعد كل شيء خسارة” ( فيليبي 3-8). لذلك ينبغي الا نتعب ونيأس، بل ان نستمر بفرح وحماسة تماما على مثال صموئيل في القراءة الاولى(سفر صموئيل 3/1-19) ، حيث استمر يقول هأنذا يارب ثلاث مرات… عليكن كل يوم ان تجددن جوابكن: هانذا يارب ادعوني.. أي ساعدني ان أفسح المجال للروح القدس لكي يذكرني باستمرار ما علمه يسوع، وان يُعينني على فهم ما قاله، و ان يعطيني القدرة على تطبيقه في تفاصيل حياتي اليومية.. هذا هو مشروع التلمذة بكل وضوح.. اصالتكن تكمن في تكريسكن الكامل لله والشهادة له امام الناس. وأن شاهد التكريس يعرف من خلال اعماله.
الكنيسة والرهبانيات تواجه صعوبات وتحديات وتراجعات وهذا أمر بشري – طبيعي ، لكن لا ينبغي ان تفقد الجذوة الاولى والامل. المعاناة تغيرنا وتأتي بموهبة الابداع.
هذا اليوبيل (اي سنة النعمة والتجديد) هو محطة وذاكرة، ركيزة وانطلاقة بفرح وحماسة للسير الى الامام، والنهل من خبرة أخواتكن الروحية والليتورجية، ومحبتهن وخدمتهن المتفانية.
الاستذكار هذا التاريخ الطويل 100 سنة، المليء بالاحداث والنعم والمشاكل واللقاءات، بالالام والامال، هذا الاستذكر هو قوة صمود وثبات وسند لتخطي التحديات والدعوة الى التجديد المستدام. اقترح عليكن ان تعقدوا مجمعا رهبانيا شاملة لتكن بعد اليوبيل” غير شكل”!
لا ننسى أنكن شاهدات إيمان في مجتمع مسلم، يحتاج أن يفهم نعمة التكريس الرهباني الغائبة في تراثه، وذلك من خلال مثالكن المشرق.
في حياة عدم الاستقرار التي يعيشها العراق وعالمنا في كل مكان، نحتاج كلنا الى نور داخلي حتى نتعرف بعمق على المسيح، ونؤمن به، ونحبه بشغف، ونتبعه بامانة. فليكن هذا اليوبيل المئوي فرصة لتجديد تعهدكن بتكريسكن والتزامكن بخدمة الكنيسة والمجتمع، خصوصا تجاه الفقراء على مثال المسيح المخلص…
أخواتي الفاضلات
الى الامام ولسنين عديدة بالنعمة والقامة والصحة والسلامة.