السينودس الكلداني 2021 الحقيقة!

Khoranat alqosh19 أغسطس 20211260 مشاهدةآخر تحديث :
السينودس الكلداني 2021 الحقيقة!

الكاردينال لويس روفائيل ساكو

عُقد سينودس الكنيسة الكلدانية السنوي من 9-14 آب 2021 في بغداد لأهميتها كمركز صنع القرار، ولدعم الحضور المسيحي.

أتاحت هذه الأيام السبعة للأساقفة فرصة اللقاء والتعرف عن كثب على بعضهم البعض، وعلى آمال أبرشياتهم ومصاعبها. وكانت هناك أوقات للصلاة اليومية، كما تمكن ثلاثة أساقفة خلال وجودهم في بغداد من استعادة جنسيتهم العراقية، وحصولهم على جواز سفر عراقي. عودة مباركة الى الجذور!

سلمنا حقيبة الملفات الى الأساقفة حال وصولهم، بضمنها جدول الأعمال الذي أعدته البطريركية لأنها باتصال مع كل الأساقفة ومُطَّلعة على أوضاع الأبرشيات، واليها وردت الاستفسارات والمقترحات. هدف برنامج العمل هو تعزيز كنيستنا وتقوية حضورها، فعندما تكون كنيستنا قوية تكون كل الأبرشيات بخير.

كانت الأجواء عائلية، يسودها الروح الأخوي، والفرح وتحمل المسؤولية، والحوار والاحترام، والمشاركة الفعّالة في النقاشات، وروح النكتة. كل اسقف ناقش المواضيع وصوَّت بحرية كاملة، كما فعلتُ أنا بصوتي الواحد. وجاء التصويت بشبه الإجماع. فلم نشعر بوجود خفايا ولا نوايا مبطنة، خصوصاً أننا خرجنا من اطار المناطقية، والتكتلات منذ سنوات. كنا جسماً كنسياً واحداً حقّاً بتنوع وجهات النظر، فالوحدة لا تعني النمط الواحد، والتنوع طبيعي وهو غنى.

فكرنا في التحديات المستقبلية والإشكاليات، وصوَّتنا على كل موضوع. شعرنا اننا كنيسة الشركة، والرجاء، والالتزام. وضعنا أمامنا أهمية أصالة اللاهوت المشرقي، والروحانية، والليتورجيا وترجمتها بلغة الشعب اينما كانوا، بالسورث والعربية واللغات الأجنبية، وبمفردات عصرنا، وبالناحية التنظيمية الأبوية. الكنيسة للناس، و منفتحة عليهم، وتتواصل معهم، والأساقفة رعاة وآباء وليسوا اُمناء متاحف.

 اختيار الأساقفة

كان لدينا سبعة أسماء لكهنة، وأعددنا سيرتهم كاملة، اخترنا اثنين منهم لأبرشيتين بحسب المعايير المطلوبة اليوم كالروحية، ومعرفة لغة المنطقة، والقدرة على اتخاذ القرار المناسب.

بالنسبة لأبرشية كندا. في لقاء الكهنة بعنكاوة في 19-24 تموز الماضي فاتحنا أحد الأساقفة لترشيح نفسه على كندا، لكنه فضَّل البقاء في أبرشيته، واُسقف آخر لمح بقبوله الانتقال اليها، لكن رُفِضَ طلبه بسبب العمر ونجاحه في أبرشيته. في النهاية كان ثمة مرشَّحان وتم التصويت عليهما.

أما الأبرشيات الاخرى الشاغرة فقد ارتأينا تمديد خدمة أساقفتها لمدة سنة اُخرى، بسبب التحولات السياسية، وصعوبة الحصول على تأشيرات الدخول. سنعود ندرس الوضع والتطورات بعد سنة،  ونتخذ القرار المناسب.

الطقوس

  الأنسان مركز ومحور الطقوس التي هي وسيلة وليست غاية، لذا اعتمدنا على وضوح المضمون واللغة والأداء حتى تناسب طقوسنا زماننا، وتساعد الناس على الصلاة بهدوء وعيش المحبة و التمسك بالرجاء. فعلى سبيل المثال اذكر في سينودس 2018 اننا أمضينا وقتاً طويلاً لتغيير عبارة وردت في تسبحة “الأسرار التي تناولناها بإيمان” “شبه الخالق والمخلوق أو العبد والمعبود” الى ان توصلنا الى عبارة “مثال الله والإنسان”، آخذين بنظر الاعتبار أننا نعيش في بيئة مسلمة اللغة والثقافة. في قراراتنا لا يوجد تغرب ولا اللتننة، إنما أصالة وتجديد مطلوب.

أمور اُخرى

  • الاعياد، اُستعيد عيد مار يوسف في 19 آذار وعيد مار بطرس وبولس في 29 حزيران لسبب ان الكنيسة الجامعة تعيد في هذه التواريخ ، وان شعبنا منتشر في كل مكان، وان العديد من كهنتنا تمت رسامتهم في عيد الرسولين، في حين ابقى الأساقفة عيد البشارة في الأحد الأول من زمن البشارة. بالرغم من اقتراحي أن يكون في 25 آذار!
  • رفض الأساقفة اقتراح البطريرك بإضافة عبارة “الحياة الابدية” في الكلام الجوهري في رتب اداي وماري والقداس الثاني، بالرغم من ان هدف الصلاة هو الحياة الأبدية، مما يدل على أن راي البطريرك ليس هو السائد!
  • الترجمة الى السورث عُهِدت الى كل اسقف ابرشي لتنوع اللهجات. وكذلك قراءات الآحاد والأعياد وأيام الاسبوع.
  • رسامة الشماسات، كنتُ قد أعددت رتبة طقسية للرسامة نابعة من الطقس القديم،  لكن فضل الأساقفة ترك الحرية لهم ليختاروا ما يلائم  أبرشياتهم.
  • تسمية البطريركية. تسمية بطريركية بابل للكلدان تسمية متأخرة نسبياً تعود الى سنة 1724 ثم سنة 1830 في زمن يوحنا هرمز . بابل هي عاصمة الامبراطورية الكلدانية، أي أنها قومية بحتة، ولم تكن كرسياً اُسقفيا. اليوم سكان بابل مسلمون. عمليا نجد صعوبات في المعاملات بسببها، كما اننا منتشرون في العالم، لذا تبنينا بالإجماع تسمية: “البطريركية الكلدانية“، كما كنا في سينودس 2019 قد سمينا أبرشية دهوك وليس العمادية لان دهوك محافظة يقطنها مئات العائلات الكلدانية. فما هي المشكلة؟ ولماذا هذا التطاول على االرئاسة الكنسية؟ من المؤسف ان شعبنا ينجر وراء العواطف والشائعات. من من هؤلاء المعلقين متخصص في الدراسات الكنسية؟ في حين ان نصف الأساقفة يحملون شهادة دكتوراه في العلوم الكنسية،  والنصف الآخر ماجستير؟
  • زيارتنا لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، كانت مهمة. كل منا قدم نفسه وعبرّ عما في نفسه. هذه الزيارة طمأنت المسيحيين. وأشاد الرئيسان بدور المسيحيين ودور الكنيسة.

تعليقات البعض  على ان كل هذا إعلام ومجرد خطابات ليس صحيحا. هناك أفعال، مثل توظيف عدد من الشباب من خلال مساعي الكنيسة، وكذلك اُعيدت ممتلكات عديدة الى أصحابها، وتم إعلان عيد الميلاد عيداً وطنياً رسمياً. الامور تتغير بتعاون الجميع والمتابعة والعلاقة الطيبة وليس بالانتقاد!

هذه قراءتي للسينودس، آمل أن يفهم القرّاء ما دار، يقيناً إن رضى الناس غاية لا تُدرك، وثمة من ينتقد مهما عملنا من أجل الانتقاد. سامحهم الله. وشكرا لكل من رافقنا بصلاته، ودعمنا بتعليقاته المُحبة لكنيسته.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل!