باسل شامايا
للتربية والتعليم تاثيرات فاعلة على المجتمعات الانسانية سلبا وايجابا فاذا امتلكا جودة عالية فتحا امام المجتمع والمواطنين دروب التقدم والرفاه الاقتصادي والسلام الاجتماعي والتطور السياسي والاغتناء بالمعارف والمهارات واذا كان العكس من ذلك فانه سيشد المجتمع والمواطنين الى الوراء ويدخلهم في انفاق مظلمة .. فالمعلم هو ذلك المربي الحريص على تادية واجباته بضمير حي وهو الاب الروحي للتلاميذ فيستوجب تقييمه لانه واضع اللبنات الاولى لبناء الدولة المدنية وغارس قيمها واخلاقها في نفوس بناة المستقبل . يسرنا في هذا العدد ان نستذكر احد هؤلاء المربون الذي ما فتأ حضوره يطرق الذاكرة انه المربي عيسى لاسو مراد الذي ولد في القوش عام 1933 ومن عائلة معروفة اجتماعيا له ثلاث اخوة واختين ، انهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدارسها وتخرج من دورة تربوية عام 1954 ليكون اول تعيين له في 5/1/1955 في مدرسة بجيل الابتدائية في ناحية السورحية بقضاء عقرة .. لقد كان مثالا للمربي المتميز لاهتمامه الكبير بكافة جوانب التلاميذ التربوية والاخلاقية واهتمامه ايضا بتعليمهم المواد الدراسية ورفع وعيهم الاجتماعي وزرع حب الوطن في نفوسهم وتوجيههم لحب المطالعة والتثقيف الذاتي لذلك احبه واحترمه كل من عمل معه من المعلمين والطلبة ويستذكرونه بكل حب ومودة ولا ينسون نصائحه وارشاداته لهم . وكان له مكانة متميزة عند المسؤولين لاخلاصه في اداء وزاجبه ونتيجة لتوصيات المفتش التربوي اصبح مديرا لمدرسة ابجيل في 1/5/1958 ثم نقل الى قرية الجراحية في 22/11/1958 ومن هناك الى مدرسة القوش الاولى بناية مار ميحخا في 1/1/1959 وبقي فيها حتى القي القبض عليه ظلما في 1963 اثر احداث 8 شباط ومعه بعض الشخصيات الالقوشية . على اثر ذلك غادر القوش بعد الافراج عنه متوجها الى بغداد مع عائلته ، عمل في مدرسة الافلاذ الابتدائية / سد ديالى ثم مدرسة ابن الخطيب في منطقة الزوية / بغداد ثم انتقل الى مدرسة الكرادة الشرقية ثم مدرسة الاخلاص الابتدائية حيث كانت محطته الاخيرة حتى احيل الى التقاعد عام 1983 . دخل دورة طرائق التدريس باللغة الانكليزية في نهاية السبعينات الى جانب تدريس العربية في المدارس الابتدائية . ساهم في تنضيد كتاب ( القوش عبر التاريخ ) الطبعة الاولى لمؤلفه المطران يوسف بابانا عام 1979 بالتعاون مع الاستاذين يوحنا وجورج حسقيال بابانا حيث ان الكتاب لم ير النور الا بعد وفاة المؤلف ومن الناحية الاجتماعية اقترن من السيدة الفاضلة ( ريجينة بابانا ) بتاريخ 9/9/1959 وأنجب منها ثلاثة أولاد وابنتين وكانوا جميعا متميزين بتحصيلاتهم العلمية العالية كالطب والهندسة وهذه كانت ثمرة جهد وتربية المربي الراحل وهم على التوالي : (( ثامر – ثامرة – ماهر – مها – وسام – )) . وداعا ايها الغائب الحاضر ستبقى حاضرا في ذاكرة تلامذتك واهل بلدتك ومحبيك .