اعلام البطريركية
في لقاء الشبيبة الكلدانية الذي اُفتتح بعد ظهر الخميس 18 تشرين الثاني2021 في كاتدرائية مار يوسف ببغداد، ويستمر الى السبت 20،الذي ضم أكثر من 450 شابة وشاب، توجه اليهم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بهذه الكلمات الأبوية:
أود ان اُعبّر لكل واحدة وواحد منكم عن تعاطفي معكم وتفهمي لما تعانوهُ من صعوبات وتحديات، لكن ليس هناك ما يدعو لليأس. الرب يدعوكم لتكونوا كنيسة حيّة وقوية، كنيسة حاملة لكلمته ومحبته وخلاصه.
أننا ككنيسة محلية حاولنا عدة مرات ان نُنضِّم لقاءات للشبيبة، لكننا لم نتمكن بسبب الظروف السياسية والأمنية وتهجير مؤمنينا من الموصل وبلدات سهل نينوى، وأعقب ذلك تفشي جائحة كورونا وتَبِعاتها، ومع ذلك فكنيستنا تفتخر باشتراك بعض شبابنا في الأيام العالمية للشبيبة التي كان يُحتفل بها في السنوات الماضية وتوقفت بسبب جائحة كورونا.
اليوم، وبالرغم من كل شيء تمكنّا من عقد هذا اللقاء، فشكراً للمنظمين، وشكرا لكم على مشاركتكم. كلي رجاء بلقاءات اخرى اكثر عدداً و أطول مدة.
أنتم حاضر الكنيسة ومستقبلها
الشبيبة هي حاضر الكنيسة ومستقبلها، هذه الكنيسة الحيّة كما قال البابا فرنسيس في القداس الذي احتفل به بتاريخ 7آذار 2021، انتم فيها كل من موقعه رسول يقدم شهادة مؤثِّرة عن ايمانه، ويساهم في حيوية الكنيسة وحضورها.
الشباب في الكنيسة ليسوا ديكوراً، بل هم اشخاص لهم كرامتهم ومواهبهم وفكرهم ودورهم في الكنيسة. لنتذكر كلام مار بولس: “فاعتبروا ايُّها الاخوة دعوتكم” (1 قورنثية 1/ 26). والبعض من زملائكم استشهدوا وفاءً لايمانهم، وهم موضوع اعتزازنا.
هدف اللقاء
هدفنا في هذا اللقاء أن تبلور الشبيبة الكلدانية دورها المسيحي والكنسي لإبراز هويتها المسيحية وتمسّكها بجذورها وإرثها الكلداني الاصيل، ولغتها، الى جانب هويتها الوطنية العراقية ولعب دورها الايجابي لنهضة البلد. الأنظار موجَّهة إليكم.
أعرف ان هناك صعوبات ومعانات وتحديات، لكن علينا أن نتقدّم بحكمة لأن المشاكل تحمل معنى مهما وان الالام تولِد الآمال. أمام تناقص عددنا علينا التكاتف والوحدة فالحضور المؤثّر غير مرتبط بالعدد بل بالكفاءة والنوعية. وهنا اُشير الى أهمية اكتشاف دعوات رهبانية وكهنوتية من بينكم.
اعرف مشكلة الخريجين والعاطلين عن العمل بالرغم من صدور قرار حكومي يقضي بتعويض وظائف المسيحيين المتقاعدين أو التاركين وظائفهم بمسيحيين آخرين حصراً ، لكن من المحزن أن القرار بقي حبراً على ورق بسبب المحاصصة واستحواذ الاحزاب والميليشيات على هذه الوظائف. لكن لا ينبغي ان نييأس ونتراجع، سوف نحاول ان نسترجع حقوقنا وندافع عن وطنيتنا كاملة.
ما اطلبه منكم هو:
- ضرورة ان تكتسبوا تنشئة مسيحية سليمة ومستدامة، وتثقفوا انفسكم بمعرفة لاهوتية رصينة تدعم شراكتكم في حياة الكنيسة.
- اسألكم ان تفكروا هذه الايام كيف تتمنون ان تكون كنيستكم وما هي الادوار التي تستطيعون ان تلعبوها لتساهموا في حيويتها وحضورها، خصوصا ونحن مقبول على سينودس من اجل المجمعية- السينودالية عام 2023، اكتبوا ذلك لندرسها معا.
- ضرورة الالمام بالثقافة العامة والمجتمعية التي تساعدكم للعمل مع الشباب الآخرين خصوصا المسلمين عبر الحوار من اجل ترسيخ مبادئ الاخوّة والتنوع والعيش المشترك وتعزيز السلام والاستقرار وبناء مجتمع مدني سليم، يعيش فيه كل انسان بحرية وكرامة كما أكد البابا فرنسيس اثناء زيارته التاريخية للعراق من 5-8 اذار
في الواقع، يبدو أنّ السّير معاً شرط ضروريّ لمساندة بعضنا بعضاً، ولتخطي الصعوبات. نحن مسيحيّين نكوِّن كنيسة واحدة في الجوهر والمتنوعة في البُنى والتعبير، و نحن إخوة في العائلة البشريّة ومواطنون في بلدنا الذي هو بيتنا المشترك. .
في الختام، اتمنى لكم وقتاً مثمراً ومفرحاً مع بعضكم البعض وبمرافقة مرشديكم.