اعلام البطريركية/ نظمت البطريركية الكلدانية صباح يوم الاثنين 7 اذار 2022 ندوة حول التسامح تحت شعار “جميعنا اخوة” للبابا فرنسيس و”نحن جزء منكم وانتم جزء منا” للسيد علي السيستاني. وذلك في قاعة نادي العلوية ببغداد.
جاءت هذه الندوة بمناسبة مرور سنة على زيارة البابا فرنسيس للعراق، ادارها الاب ألبير هشام وتحدث فيها سماحة السيد رحيم ابو رغيف وفضيلة الشيخ ستار الحلو الرئيس الروحي للصابئة وحضرة الاستاذ سليمان قولو عن الايزيدية. وقد تكلم كل منهم عن اهمية استثمار مخرجات زيارة البابا التاريخية للعراق. حضرها غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو والمطران المعاون باسيليوس يلدو والمطران المتقاعد شليمون وردوني والسفيران البابوي والفرنسي وشخصيات رسمية مدنية ودينية.
تخللت الندوة النشيد الوطني العراقي الذي رتلته جوقة كوخي وترتيلة Ave Maria) ( رتلتها الصبية الموهوبة ماريتا فادي زغبي بنفس لحن الايطالي اندريا بوشيلي. وعرض فلم قصير عن محطات زيارة البابا للعراق وبعض الاصدارات لكتب ومجلات عن زيارة البابا. وكانت هناك كلمة لغبطة البطريرك ساكو تجدونها ادناه وكلمة لسعادة السفير البابوي.
كلمة غبطة البطريرك ساكو:
عشنا الذكرى الاولى لزيارة البابا فرنسيس للعراق كرنفالا رائعا: بدأ في القداس يوم السبت الماضي في كنيسة مار يوسف، وزيارة ممثلي المكونات الى اور (مدينة ابراهيم) ثم الى النجف حيث تم لقاء تاريخي بين البابا فرنسيس وسماحة السيد علي السيستاني واليوم هذه الندوة ومساء أمسية تراتيل.
اخواتي اخوتي،
العراق في تكوينه وتاريخه متنوّع ومتعدد، قومياً ولغوياً ودينياً ومذهبياً. هذا التنوع التراثي والثقافي واللغوي والديني نعمة كبيرة لأنه ينبوع ثراء للحوار والوحدة بين مكوناته. ينبغي قبوله وحمايته وتسليمه للأجيال القادمة بدل ان نستعمل السلاح.
الدولة أكثر تأثيرا على المجتمع. والحمل أصبح ثقيلاً على العراقيين. لقد تألموا كثيراً. على الدولة ان تسعى بكل قواها ان تحمي كرامتهم وحقوقهم وتوفر الخدمات لهم.
اهمية التربية ينبغي ان تنطلق من القيم الانسانية والاخلاق العامة والوطنية المشتركة، ورسالة الاديان في التسامح والاحترام والمحبة والتعاون، والالتزام التربوي يمكن أن يدفع الشباب إلى الرغبة في الخير والمحبة والاحترام والعدل والحرية.
الحاجة إلى تطوير المزيد من فرص الحوار واللقاءات بين مختلف التقاليد الثقافية والدينية من أجل تقوية أواصر الأخوّة وتغليب منطق السلام واعتماد لغة الحوار لإيجاد حلول متكاملة لتلافي المشاكل الكارثية.
انشاء مركز للتسامح والمصالحة والسلام من أجل “التغلب على كل عداء وتعزيز الشراكة” واعداد قادة محليين من أجل حل النزاعات المحلية والعنف الأسري والتواصل مع كذا حالات.
كيف تدافع عن الحرية وتقيم النظام الديمقراطي واحترام كرامة الاشخاص وحرياتهم والمطالبة بأداء واجباتهم بإخلاص؟
كيف يمكن تشجيع العراقيات والعراقيين في المساهمة في بناء عملية مجتمع أفضل وتحقيق السلام المجتمعي والمصالحة في المواقف الصعبة؟
وهنا أود أن اركّز على ضرورة إيجاد مناهج جيدة للتكوين الثقافي والاجتماعي بغية تعزيز تقارب ملموس. كما ينبغي التعاون مع المراجع الدينية وتضافر الجهود لتكوين تنشئة ايمانية وروحية عميقة ومنفتحة. الديانات تحتاج الى ادوات علمية لنقد النصوص. يمكن الاستناد الى الخيرين والاحتماء بمساندي العملية السياسية السليمة للارتقاء الى مستوى طموح العراقيين في ظروف اكثر امناً واستقراراً وازدهاراً وفرحاً.