الكاردينال لويس روفائيل ساكو
تُعد الهجرة احدى ظواهر زماننا. انها قضية من الضرورة ان تُدرس من كلَّ جوانبها لكي يستطيع المهاجرون تجاوز المحن التي دفعتهم الى الهجرة، و يقدر من بقي في بلده الأم ان يعيش في بيئة ملائمة، عيشاً آمناً وكريماً وحرّاً. هذه من أولويات بقائهم فيها.
المسيحيون المهاجرون
من هاجر لم يهاجر عن بطر، انما لانهم فصلوا لأسباب قاسية من أرضهم وأهلهم ومجتمعهم وثقافتهم وحضارتهم، بسبب صراعات وحروب عبثية وفساد، وغياب الديمقراطية والعدالة والمساواة، كما حصل في العراق وسوريا ولبنان و يحصل اليوم في أوكرانيا جرّاء الحرب العبثية بين روسيا وأوكرانيا.
وهنا أود التركيز بشكل خاص على هجرة المسيحيين العراقيين. المسيحيون هم اهل الارض قبل مجيء الاسلام، أرض الصفاء، انهم مرتبطون بها لانها امهم وهويتهم. وقد لعبوا دورا كبيرا قبل مجيء الاسلام وبعده في بناء حضارة مجتمعهم بثقافتهم وحضارتهم الخصبة، انطلاقا من” وصية المحبة حتى الاعداء” التي امرهم بها المسيح والتي غرست فيهم قواعد سلوك وتصرفات متميزة كحبهم للمعرفة(الثقافة) والانفتاح والاخلاص في العمل واحترام الحياة والأشخاص وايمانهم بثقافة الاخوة والسلام والاحترام والتسامح، وبعيدون عن نزعة الكراهية والانتقام لأنها لا تتوافق مع إيمانهم.
البلدان التي لجأوا اليها ورغبوا في العيش فيها، عليها ان تأخذ بعين الاعتبار كل هذه المعانات والصفات التي يفتخرون بها، ويجب تدريبهم لادماجهم في حياة مجتمعاتهم كمواطنين حقيقيين كما تطالب بذلك شرعة حقوق الانسان ولا ينبغي معاملتهم بطريقة سيئة كما يحصل أحياناً!بل الشعور بإنسانية الإنسان الآخر وكرامته!
المسيحيون الباقون
المسيحيون الباقون مهما كان عددهم، يمثلون قوة لمجتمع متصالح وسالم وركيزة العيش بوئام.
فلابد للحكومة والكنيسة القيام بتحليل دقيق لظاهرة الهجرة ومعالجتها بجديّة، بعيداً عن النهج الحالي، من خلال تعديل الدستور وسنّ تشريعات جديدة تساوي بين المواطنين، وتوفر بيئة ملائمة للعيش الكريم. هذا حق كل مواطن في الاستمرار في العيش في بلده الام.
هناك تفكير وقلق يشعر به المسيحيون الباقون والراغبون في الاستمرار التاريخي في العيش في بلدهم والتواصل مع مجتمعهم والمشاركة في بناء بلدهم وتقدمه وازدهاره . المسيحيون العراقيون يواجهون مضايقات متنوعة وتجاوزات على ممتلكاتهم ووظائفهم ومعاملاتهم واهمال تراثهم وتاريخهم، والتغيير الديموغرافي لقراهم والاساءة أحيانا الى دينهم1 . إنهم يكادون يفقدون الثقة بالمستقبل.
.مطالبهم هي:
- قيام دولة ديمقراطية مدنية تساوي بين كافة المواطنين على قاعدة الحقوق والثقافات بغض النظر الى الانتماء الديني او العرقي او الجندر.. ولا تقوم ديمقراطية حقيقية من دون دولة قوية. لا يجوز خلط الدين بالسياسة وتشويه الاثنين! فالدين لا يجلب معه نظاما وشكلا سياسيا لذا الحكم الالهي كما فعلت المسيحية في القرون الوسطى شوهها والإسلام السياسي شوه الإسلام المتسامح!! كما ان ثقافة المكونات والمحاصصة لا تساعد قيام دولة حديثة، دولة وطنية تحتضن جميع ابنائها.
- من هذا المنطلق اركز على أهمية الالتزام التربوي والتثقيفي الذي ينطلق من القيم الإنسانية الأساسية وثوابت الأخلاق ورسالة الديانات في الاخوة والمحبة والتسامح، ولائحة حقوق الإنسان التي تسعى لتطبيقها بلدان العالم المتحضر. يجب أن تُدفع كل الاستراتيجيات للبحث عن الخير والمحبة والعدالة والكرامة والحرية من خلال هدف مشترك وتعليم مشترك يبني أساسا سليما وصلدا للعيش المشترك من خلال المواطنة والمساواة والعدالة التي تشكل حياة طبيعية آمنة تضمن كرامة الجميع وحريتهم ووطنيتهم.
- بخصوص الكوتا، من الافضل ان تكون كوتا اجتماعية وليس طائفية ولا مكوناتية، لان كل النواب ينبغي ان يمثلوا كل العراق والعراقيين ويدافعوا عنهم!!.
_______________
1 كيف تسمح جريدة رصينة مثل ” الدستور” نشر الاعلان أناه. نحن لا نعرف من الشخص الذي انتقل الى المسيحية واين! كيف تصف عشيرته المسيحين بديانة الكفار؟؟؟ كيف يفسرون قول القران” وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُون ( المائدةَ 82) أ ليس هذا تشويها للاسلام المتسامح؟ يحصل هذا لان لا تجد قوة حكومية رادعة ولا قانون نافذ!
لو تنزل للشارع وتسمع من الشعب ايكون افضل اقصاء وعزل وركن للموظفين وتعينات كاذبة للمكون المسيحي اعلام فقط الهجرة احسن حل