الفاتيكان ـ قال بطريرك بابل على الكلدان لويس روفائيل الأول ساكو إن البابا فرنسيس سيأتي الى العراق حاملا رسالة سلام: كفى حروباً.
وفي حديث لموقع (فاتيكان نيوز)، نشرته إذاعة الفاتيكان الثلاثاء، توقف البطريرك الكلداني، عند “معاناة وآمال الشعب العراقي والجماعة المسيحية في البلاد”، وذلك قبيل أسابيع قليلة من زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، التي “ننتظر منها رسالة تعزية ورجاء وسلام”.
وفي جوابه على سؤال حول كيف يعاش هذا التزايد في التوتر الذي حدث خاصة خلال الأيام القليلة الماضية، قال الكاردينال ساكو، إن “هناك قلق كبير وحزن من قبل الناس. فالذين قُتلوا هم فقراء، ولكن للأسف، هذه الهجمات هدفها سياسي، وهي بمثابة رسالة للحكومة وللرئيس الأمريكي الجديد أيضًا. وفي غضون ذلك، اتخذت الحكومة الإجراءات الضروريّة”.
وتابع بطريرك بابل للكلدان مجيبًا على سؤال حول إن كان السكان يرجون، على الرغم من هذه المرحلة الصعبة، في السلام من أجل العراق، قائلا: “نعم، هناك هذا الرجاء، يسأل الناس دائمًا متى سيأتي السلام، والدفاع عن كرامة الإنسان، حتى لو كنا نعيش في وضع مماثل منذ ما يقارب العشرين عامًا، وهناك ارتباك وفوضى”.
وأردف “بالتالي، يستغرق الأمر وقتًا. لكن قبل الوقت، يتطلب الأمر حسن النية من جانب السياسيين. لأنّه إن لم يكن هناك هذه النيّة فلن يكون هناك سلام. كذلك على الميليشيات أن تنصاع للحكومة العراقية ويجب على الحكومة أن تفرض نزع الأسلحة. وبالتالي يجب أن يبقى كل شيء في يد الحكومة وليس في أيدي الأحزاب السياسية”.
ورداً على سؤال عن أسلوب حياة المسيحيين في هذه المرحلة وحول مبادرة الصلاة التي يتمُّ تنظيمها خلال هذه الأيام، أجاب رأس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، أنه “لم يكن هناك شيء ضدنا حتى الآن، منذ عدة سنوات. لكننا جزء من العراق، ولا نعيش بمفردنا وإنما مع الآخرين. وبالتالي فآلامهم هي آلامنا لأننا إخوة وأخوات في عائلة كبيرة تسمى العراق”.
وأشار البطريرك الى أنه “مع الأيام الثلاثة للصلاة هذه نريد أن نقول إننا جميعًا أبناء الله، إله البشرية جمعاء. لذلك فإن لفتة الذهاب إلى نينوى للصلاة تحمل معنى مزدوجًا: أولاً التأكيد على أن الله ينظر إلى الجميع بدون تمييز؛ وبالتالي فهي طلب قوي إلى الرب لإنقاذنا من الوباء الجاري”.
وتابع ساكو: “نحن نعيش اليوم خوفًا كبيرًا بسبب فيروس كورونا. لذلك علينا أن نصلي ونطلب معونة الله لكي نخلص وينتهي هذا الوباء في العالم كله. نحن لا نفكر فقط بأنفسنا في العراق، وإنما بجميع البشر في العالم”.
وحول الاستعدادات لزيارة البابا فرنسيس إلى العراق في آذار مارس المقبل، قال بطريرك بابل للكلدان، “نحن نُعدُّ كل شيء مع الحكومة. إنه حدث استثنائي للجميع. سيأتي البابا ليقول: “كفى، كفى حروباً، كفى عنفاً، اسعوا إلى السلام والأخوة وحماية الكرامة البشريّة”.
وأعرب البطريرك الكلداني عن الاعتقاد بأنّ “البابا سيحمل لنا أمرين: التعزية والرجاء، اللذين حرمنا منهما حتى الآن. وبالتالي يمكنني أن أقول إنها زيارة ذات طابع روحي، لن تُعطى فيها أهمية كبيرة للفولكلور، وللاحتفالات لأن هذا الأمر سيُفقد الزيارة معناها الحقيقي”.
وخلص الكاردينال ساكو الى القول: “إنه حدث مهم للغاية بالنسبة لنا كمسيحيين، لكن الجميع في العراق ينتظرون هذا اللقاء، بمن فيهم المسلمون والوقائع الدينية الأخرى وقادة الحكومة”.